شهد الاتحاد العربي للخماسي الحديث خطوات مهمة ضمن اجتماعات مجلس الإدارة والجمعية العمومية، التي عقدت في الإسكندرية برئاسة المهندس وليد خليل. الاجتماع ارتكز على تطوير النظام الأساسي واللائحة الداخلية للاتحاد، والتنسيق بشأن تنظيم بطولات مستقبلية، خاصة بعد النجاح الملحوظ للبطولة العربية الأولى تحت 15 عامًا في الأكاديمية العربية بالإسكندرية.
في الوقت الذي تُعد فيه هذه التطورات أساسية لتفعيل دور الاتحاد العربي للخماسي، تأتي في سياق التغيرات العالمية التي يشهدها رياضات الخماسي الحديث، مثل استبدال ركوب الخيل بسباقات الحواجز بدءًا من أولمبياد 2028، الأمر الذي يجعل من هذا الاجتماع لحظة محورية نحو مستقبل أكثر عمليّة وتوسّعاً للرياضة في العالم العربي.
سنستعرض في هذا المقال ملامح هذه المرحلة الحاسمة والعوامل المحفزة لدفع الاتحاد العربي للخماسي الحديث نحو مستويات جديدة، عبر 6 محاور متخصصة.
تطوير الهوية التنظيمية لـالاتحاد العربي للخماسي
في الاجتماع الأخير، أُسندت مهام أساسية لتعديل النظام الأساسي واللائحة الداخلية للاتحاد. تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية طويلة الأمد لترسيخ قواعد الإدارة وتوفير مرونة في اتخاذ القرارات. من المتوقع أن تشمل التعديلات تحديد أطر واضحة لاختيار المستضيفين للبطولات وإدارة الموارد المالية والموظفين الفنيين، إضافة إلى صياغة آليات شفافة للترشح والابتعاد عن التعيينات المباشرة.
مثل هذه الخطوة تُعزز من مكانة الاتحاد العربي للخماسي كجهة محترفة تتبع معايير الاتحاد الدولي UIPM، وتؤسس لمرحلة جديدة من الحوكمة والرؤية.
إحداث تحول في استضافة البطولات
جاء نجاح البطولة العربية الأولى تحت 15 عامًا في الإسكندرية بمنتهى التنظيم، ما دفع الأطراف المعنية إلى مناقشة ملف تنظيم بطولات أخرى. والدول العربية، خاصة الكويت والإمارات، أبدت رغبة واضحة في استضافة فعاليات مستقبلية، مما سيكون له أثر كبير على إشراك الأندية والمنتخبات وتوسيع القاعدة الجماهيرية.
هذا التوسع في الاستضافة يساعد في بناء بيئة تنافسية متجددة تعزز فرص اكتشاف المواهب الجديدة، ويُبرز أن الاتحاد العربي للخماسي يحوّل نجاح البطولة المصرية إلى نموذج مستدام.
تمثيل الكويت وقرار التوازن الإقليمي
الآن لم يكن هناك دعم عربي موحّد؛ الكويت حققت إنجازًا بالظفر بـ8 مقاعد بارزة في لجان التنظيم بالاتحاد، ما منحها ثقلاً أكبر في القرارات القادمة. رئيس الاتحاد الكويتي، ناصر الوليد، نال ترشيح نائب أول لرئيس الاتحاد العربي، وهو ما يُظهر تحوّلًا نحو توزيع متوازٍ للنفوذ داخل الاتحاد.
التوازن الإقليمي ضرورة لمواصلة تنمية اللعبة في العالم العربي، ويعد هذا الحدث مؤشرًا لمرحلة جديدة من التعاون البنّاء بين الدول.
تأثير التوجه العالمي على الإقليمي
عالميًا، سيُستبعد ركوب الخيل من الخماسي الحديث بدءًا من أولمبياد 2028 ويُستبدل بسباق الحواجز، ما يجعل اللعبة أكثر تناسبًا مع البنية التحتية المتوفرة في الدول العربية. هذا التحول يقدم فرصة ذهبية للدول مثل مصر التي افتقدت إلى وجود حصان تدريب كافٍ، بينما يصبح السباق التضاريسي حلًا واقعيًا ودعامة تساعد على انتشار التدريب في المدارس والأندية.
الاتحاد العربي للخماسي أمامه فرصة لتحويل هذا التغيير إلى عامل تيسير وتوسعة، بدلًا من كونها عقبة مالية أو لوجستية.
اقرأ أيضًا: سعر الدولار السبت 16 أغسطس 2025 أمام الجنيه والعملات الأخرى يشهد مفاجآت قوية
المشهد الدولي واتجاهات مستقبلية
الاتحاد الدولي (UIPM) بات يتلقى دعمًا ماليًا متقلّبًا، ويواجه ضغوطات لاستدامة التمويل بعد انهيار موازنات 2020–2024 دون دعم كبير. وفي هذا السياق، تعطي التطورات في المنطقة العربيّة—مثل اختيار السعودية لعقد مؤتمر الاتحاد الدولي—علامات إيجابية على أن الاتحاد العربي للخماسي يمكنه أن يصبح لاعبًا مؤثرًا.
من جهة أخرى، زيادة عدد الأعضاء الوطنيين للاتحاد الدولي، وفوز شريف العريان المصري بمنصب نائب الرئيس الدولي، يفتح آفاقًا جديدة للتعاون المستقبلي وتعزيز صوت العرب في صنع القرار.
خارطة طريق مقترحة للاتحاد العربي للخماسي
المحور | التوصيات |
---|---|
تفاصيل النظام واللائحة | إعداد دليل شامل للترشيحات والتمثيل بناءً على الكفاءة |
تنظيم البطولات | توفير حزم تنظيمية للدول الراغبة وتأسيس لجنة استضافة |
تكوين اللجان | دعم التوزيع الجغرافي والتخصصات الفنية عبر لجان فاعلة |
التكيّف مع الصيغة الحديثة | تطوير برامج تدريبية لسباقات الحواجز وتبادل الخبرات |
التعاون الدولي | تعزيز العلاقات مع UIPM لتعزيز الدعم المالي والتقني |
اجتماع الإسكندرية شكّل نقطة تحول استراتيجية لـ الاتحاد العربي للخماسي الحديث. هو صار موشورًا جديدًا يبني عليه، بتحديث لوحته التنظيمية، وتوسعة رموز استضافة البطولات، والتحوّل التكنولوجي والتدريبي، بالتوازي مع تطورات عالمية في طبيعة اللعبة.
الأهم الآن هو تحويل هذه الرؤية إلى خطوات تنفيذية، والعمل بروح الفريق العربي الموحد لإعادة بناء وتفعيل الخماسي الحديث في المنطقة، كرياضة متاحة ومتقدمة وقادرة على المنافسة دوليًا.
اقرأ أيضًا: مفاجآت عاجلة من مدبولي بشأن الإيجار القديم