حذر النائب عاطف مغاوري، عضو اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب، من خطورة تيك توك على القيم والسلوكيات المجتمعية، مشيرًا إلى أن التطبيق أصبح بيئة خصبة لانتشار أنماط جديدة من الجرائم، وعلى رأسها غسيل الأموال وتحقيق أرباح غير مشروعة.
وأكد مغاوري، في تصريحات تلفزيونية عبر فضائية «الشمس»، أن التطور التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي أفرزت ظواهر “جديرة بالاهتمام”، لافتًا إلى أن بعض المستخدمين يتعاملون مع هذه المنصات بحسن نية، في حين قد تخفي خلفها جرائم كبيرة تمس الأمن والقيم.
المحتوى المضر بالقيم
وصف النائب المحتوى الذي يرتبط بهذه الجرائم بأنه “مدمر للقيم المجتمعية”، موضحًا أنه يشجع فئة الشباب على البحث عن الربح السريع دون الالتزام بقيم العمل الجاد والعطاء، وهو ما قد يترك أثرًا سلبيًا على ثقافة الأجيال القادمة. وأكد أن خطورة تيك توك تكمن في تأثيره العميق على وعي المراهقين والشباب، عبر المحتوى المبتذل الذي يلقى انتشارًا واسعًا على المنصة.
الحجب ليس الحل
أعرب مغاوري عن رفضه لسياسة الحجب والمنع، معتبرًا أنه من الصعب فرض قيود شاملة على المنصات، وأن المنع قد يدفع المستخدمين إلى البحث عن بدائل أكثر إثارة وأقل خضوعًا للرقابة، وهو ما يزيد من حجم المشكلة. وأكد أن مواجهة خطورة تيك توك لا تكون إلا عبر تطبيق القانون ومحاسبة المسيئين.
دعوة إلى تشريعات شاملة
شدد النائب على ضرورة وجود أجندة تشريعية متكاملة للتعامل مع القضايا التي تثيرها المنصات الرقمية، بحيث لا تقتصر المواجهة على ردود الأفعال الآنية، وإنما تشمل خططًا وقوانين واضحة لحماية مصالح المجتمع من تأثيرات التكنولوجيا الحديثة.
تحرك أمني
على الصعيد الأمني، أمرت النيابة العامة بحبس 8 من صناع المحتوى على تطبيق “تيك توك” احتياطيًا على ذمة التحقيقات، بعد ضبطهم بتهمة بث مقاطع خادشة للحياء ومخالفة الآداب العامة، فيما قررت إخلاء سبيل اثنين آخرين بضمان مالي. وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود مواجهة خطورة تيك توك وحماية القيم المجتمعية من الانتهاكات الرقمية.
تأثير تيك توك على القيم والسلوكيات المجتمعية
وفقًا لدراسة صادرة عن جامعة “كوينزلاند” الأسترالية، فإن الاستخدام المفرط لتطبيقات الفيديو القصيرة، وعلى رأسها “تيك توك”، يسهم في تقليل قدرة الأفراد على التركيز، ويؤدي إلى زيادة التعرض للمحتوى المثير للجدل أو المخل بالآداب. النائب عاطف مغاوري شدد على أن المحتوى الذي يتم ترويجه على المنصة قد يكون “مدمرًا للقيم المجتمعية” من خلال تشجيع الشباب على السعي وراء المال السريع بعيدًا عن قيم العمل الجاد.
وتعزز هذه الرؤية تقارير من “سكاي نيوز عربية” تشير إلى أن المحتوى المبتذل على “تيك توك” يحقق نسب مشاهدة عالية، ما يدفع صانعي المحتوى إلى إنتاج المزيد من هذا النوع لجذب الجمهور، مما يخلق حلقة مفرغة تضر بالمعايير الثقافية والأخلاقية.
غسيل الأموال واستغلال المنصات الرقمية
من بين أبرز المخاطر التي أُثيرت حول خطورة تيك توك، استخدامه كمنصة لعمليات غسيل الأموال. وأشارت تقارير لصحيفة “الجارديان” البريطانية إلى أن بعض المستخدمين يستغلون خاصية الهدايا الرقمية، حيث تُحوّل هذه الهدايا إلى أموال حقيقية، مما يوفر بيئة مناسبة لغسل الأموال. وفي مصر، أعلنت النيابة العامة عن ضبط عدد من صناع المحتوى الذين استخدموا التطبيق لبث مقاطع خادشة للحياء وتحقيق أرباح غير مشروعة، وهي خطوة وصفتها الأجهزة الأمنية بأنها “جزء من مواجهة الجريمة الإلكترونية”.
ثقافة الربح السريع ومخاطرها على الشباب
واحدة من القضايا التي أثارها النائب مغاوري هي ثقافة “الربح السريع” التي يعززها “تيك توك”، إذ يوهم الشباب بإمكانية تحقيق دخل مرتفع في وقت قصير من خلال صناعة محتوى مثير للجدل، دون الحاجة إلى مهارات أو تعليم متخصص.
هذا النمط من التفكير، بحسب أخصائيين اجتماعيين تحدثوا لـ “العربية”، يؤدي إلى إضعاف قيم العمل والانضباط، ويشجع على السلوكيات غير المسؤولة لتحقيق الشهرة والمال، وهو ما قد ينعكس سلبًا على الاقتصاد الإنتاجي في المدى البعيد.
التشريعات والحلول المقترحة
يرى خبراء القانون أن مواجهة خطورة تيك توك تتطلب وضع أطر تشريعية واضحة تُحمّل صانع المحتوى والمنصة مسؤولية أي انتهاكات للقوانين المحلية. النائب مغاوري شدد على أن الحل ليس في الحجب والمنع، لأن ذلك قد يدفع المستخدمين للبحث عن منصات بديلة أكثر خطورة وخارج نطاق الرقابة، وإنما في فرض رقابة ذكية وتطبيق العقوبات على المخالفين.
كما يقترح الخبراء إطلاق حملات توعية تستهدف فئة الشباب وأولياء الأمور، لشرح مخاطر الاستخدام المفرط وكيفية استغلال المنصات بشكل إيجابي.
التجارب العالمية في مواجهة مخاطر تيك توك
في الولايات المتحدة، هناك ولايات أصدرت تشريعات تحد من استخدام “تيك توك” على الأجهزة الحكومية، بينما فرضت الهند حظرًا كاملًا على التطبيق بدعوى حماية الأمن القومي والثقافة المحلية. وتشير دراسة لمركز “بيو للأبحاث” إلى أن 67% من المستخدمين الشباب يقضون أكثر من ساعة يوميًا على التطبيق، ما يعزز المخاوف من تأثيراته على الإنتاجية والتحصيل الدراسي. هذه التجارب العالمية تقدم نماذج متنوعة يمكن لمصر والدول العربية الاستفادة منها في التعامل مع خطورة تيك توك.
اقرأ أيضًا: هبوط مفاجئ يُربك السوق.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم 6 أغسطس 2025 تُشعل جدل المقاولين!