في إطار جهود وزارة الأوقاف لنشر الفكر الوسطي المستنير، وتعزيز القيم الدينية والوطنية، أطلقت الوزارة قوافل دعوية من الأوقاف إلى مختلف محافظات الجمهورية، ضمن خطة متكاملة للعمل الدعوي الميداني. الخطوة تأتي تفعيلًا لدور الأوقاف في التثقيف الديني المتوازن، ودعم مفاهيم الانتماء والتعايش، وتُجسد التزام الدولة بتوسيع دوائر التأثير الإيجابي للمؤسسات الدينية.
تحرك متزامن في مختلف المحافظات
شهدت محافظات شمال سيناء، الإسكندرية، سوهاج، الجيزة، كفر الشيخ، بورسعيد، دمياط، مطروح، بني سويف، الغربية، وغيرها، تحركًا دعويًا واسع النطاق، حيث انتشرت القوافل بمشاركة علماء من وزارة الأوقاف، الأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية.
امتدت الفعاليات لتشمل خطبة الجمعة الموحدة، لقاءات جماهيرية، دروس دينية، مقارئ قرآنية، ومشاركات تثقيفية للأطفال، مما جعل هذه القوافل منصة متعددة الأبعاد لتجديد الخطاب الديني وتعزيز دور المسجد كمؤسسة تعليمية ومجتمعية في آنٍ واحد.
اقرأ أيضًا: موعد قرعة الدوري المصري 2025-2026.. مفاجآت في الانتظار وموسم ساخن على الأبواب
رسائل موحدة وحضور فعّال
تركزت خطبة الجمعة على موضوع “إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح”، حيث تناول العلماء أهمية الوقت في بناء الشخصية، وربطوا مفاهيم الاستغلال الأمثل للوقت بالنمو الأخلاقي والمعرفي.
الرسالة كانت واضحة: الوقت ثروة لا تُقدّر بثمن، وعلى كل مواطن أن يُعيد ترتيب أولوياته بما يخدم نفسه ووطنه، مع التشديد على ترشيد استخدام الوسائل التكنولوجية في الحياة اليومية.
قوافل الواعظات ورسائل تربوية خاصة
ضمن المبادرة التوعوية “صحّح مفاهيمك”، أطلقت وزارة الأوقاف عشر قوافل دعوية من الواعظات إلى عشر محافظات، حملت عنوان “آفة التنمر وأثرها على فقدان الثقة لدى الأطفال”.
اللقاءات ناقشت كيفية مواجهة التنمر دينيًا وتربويًا، عبر تعزيز الثقة بالنفس، وتأكيد قيم الرحمة والاحترام. وأكدت الواعظات في تلك الفعاليات أن حماية الأطفال فكريًا ونفسيًا لا تقل أهمية عن حمايتهم جسديًا، وأن المجتمع كله مسؤول عن توفير بيئة صحية داعمة للنشء.
بُعد استراتيجي وتكامل مؤسسي
يأتي هذا التحرك ضمن رؤية شاملة لوزارة الأوقاف لتفعيل الشراكات المؤسسية، خصوصًا مع الأزهر الشريف ودار الإفتاء. كما تسعى الوزارة إلى التوسع في المبادرات الميدانية التي تربط رجال الدين بالمواطنين مباشرة، بعيدًا عن الخطاب النخبوي، ما يُعزز الثقة ويُقرب الفهم بين الدولة ومواطنيها في ما يتعلق بالشؤون الدينية والتربوية.
ما تقوم به وزارة الأوقاف من خلال هذه القوافل يُعد مثالًا حيًا على التكامل بين الفكر والعمل. فالدعوة إلى الله لم تعد تقتصر على الخطب والمواعظ، بل أصبحت شاملة للتربية المجتمعية، وحضورًا ميدانيًا يعكس الوجه الحضاري للدين.
قوافل دعوية من الأوقاف لا تنشر العلم فحسب، بل تُعيد بناء الجسور بين المؤسسات والمجتمع، وتُشكّل وعيًا رشيدًا قادرًا على مواجهة التحديات الفكرية والسلوكية في زمن متسارع التغيرات.
اقرأ أيضًا: انخفاض أسعار الدواجن 40٪.. الكيلو للمستهلك بـ72 جنيهًا فقط