الرئيسيةأخبار المجتمعانخفاض زراعة القطن في مصر بنسبة 39% يهدد مستقبل الذهب الأبيض في مصر

انخفاض زراعة القطن في مصر بنسبة 39% يهدد مستقبل الذهب الأبيض في مصر

انخفاض زراعة القطن في مصر بنسبة 39% يهدد مستقبل الذهب الأبيض في مصر

شهد موسم زراعة القطن في مصر لعام 2025 تراجعاً حاداً، حيث انخفضت المساحات المزروعة بنسبة 39% لتصل إلى 189.6 ألف فدان، مقارنة بـ311 ألف فدان في الموسم السابق، وفق وثيقة رسمية اطلعت عليها “الشروق”. يعد هذا الموسم الأسوأ منذ 9 سنوات، ويعود ذلك لتأخر سداد مستحقات المزارعين وتحوّلهم للمحاصيل الأخرى، فضلاً عن الأزمات التسويقية التي شهدها الموسم الماضي. هذا الهبوط يشكّل إنذاراً حقيقياً لمستقبل “الذهب الأبيض” في مصر، ويستوجب دراسة معمقة لأسبابه وآثاره على الاقتصاد والمزارعين والصناعة القطنية.

 أسباب التراجع الكبير في زراعة القطن

تأخر سداد مستحقات الفلاحين:

  • دفعت المستحقات المتأخرة عن الموسم الماضي المزارعين إلى تفضيل محاصيل تحقق عائداً أسرع مثل الذرة والقمح.
    – ضعف الثقة في التسويق الحكومي:
  • الطبيعة المتذبذبة لأسعار الضمان سابقاً دفعت التجار لامتناع عن الشراء، ما ثبط المزارعين تدريجياً.
    – غياب شامل للأسعار المضمونة:
  • الحكومة لم تحدد أسعار ضمان لهذا الموسم منعاً لتكرار أزمة الموسم الماضي، لكن ذلك ترك الأسواق دون سند، مما زاد من تخوّف الفلاحين.
    – التحديات المناخية والموارد:
  • تزايد مشاكل المناخ والجفاف ضاغط مستمر على المساحات الصالحة للزراعة وانتاجية القطن .

اقرأ أيضاً: اكتفاء السكر يفتح الطريق أمام القمح لاحتلال 300 ألف فدان

 أرقام وإحصائيات مبنية على مصادر حديثة

  • الموسم الحالي: 189.6 ألف فدان (تهبط 39% عن الماضي).
  • موسم 2015‑2016 هو الأسوأ تاريخياً بـ136 ألف فدان، بينما الموسم الحالي يسلّط الضوء على كارثة محتملة.
  • منطقة الوجه البحري: 167.7 ألف فدان، الوجه القبلي: 21.8 ألف فدان.
  • الإنتاج العالمي مؤثر: تراجع المساحات الإقليمية يقترن بتباطؤ عالمي في الطلب على القطن .

تأثير التراجع على الصادرات والأسواق العالمية

  • رغم هبوط المساحة، ارتفعت أسعار تصدير القطن المصري إلى 145 سنت/لبرة في مايو، مقابل 130 سنت في فبراير.
  • الصادرات تراجعت بنسبة 27% في أواخر الموسم التصديري، رغم زيادة ارتباطات التصدير إلى 33.9 ألف طن مقارنة بـ24.8 ألف طن العام الماضي.
  • التوتر بين زيادة الأسعار وكفاية الكميات يعطي مشهداً مزدوجاً: عائد أعلى لكن كميات أقل متاحة للتصدير.

مقارنة بين الموسم الحالي والسنوات السابقة 

الموسم الزراعيالمساحة (ألف فدان)نسبة التراجعأبرز الملاحظات
2015–2016136الأسوأ تاريخياًبداية تعافي تدريجي بعد ذلك الموسم
2023–2024311الأساس الحاليتداعيات الأزمة التسويقية وتدخلات حكومية
2024–2025 (الحالي)189.6-39%الأسوء بعد 2015–2016، أزمة ثقة ومالية

تداعيات على المزارعين والصناعات المرتبطة

  • الخسائر المالية المباشرة للفلاحين نتيجة تقليص الزراعة أو غيابها.
  • المصانع والمحرّكات المحلية تعاني نقصاً في خام القطن، ما يضعف نشاط البيع المسبق والتصنيع.
  • زيادة واردات القطن الخام لتعويض النقص تُرهق ميزانية العملة الأجنبية وتصاعد التكلفة على الصناعة المحلية .
  • المناطق الريفية تواجه مشاكل في دخل الأسر وتراجع فرص العمل المؤقت في موسم القطن.

 الرؤى الحكومية والخطوات المستقبلية

  • خفض أسعار الضمان المقبلة، توقعاً لتشجيع الخصخصة في التسويق ودعم مشاركة القطاع الخاص .
  • تعزيز البنية التحتية للنقل والتخزين: لتفادي تكدس المحصول واستغلاله إلكترونياً عبر منصات التجارة.
  • استثمارات أجنبية في النسيج: مثل مشروع Jiangsu Lianfa بـ 500 مليون دولار لتوسيع الطاقات الإنتاجية في الغزل والنسيج .
  • تحفيز البحث الزراعي: بما يتضمن تحسين الأصناف المقاومة للجفاف ومصادر الري الذكية.

هل يمكن للقطن المصري استعادة دوره؟ التوقعات المستقبلية

  • توقعات USDA تشير إلى إنتاج 320 ألف بالة الموسم القادم بانخفاض 25% بسبب تقلص المساحة والعوائق المناخية .
  • الطلب العالمي على القطن يزداد بنسبة 1‑2% سنوياً، لكن مصر تواجه منافسة شرسة، خاصة من الهند والبرازيل .
  • الفرصة الحقيقية تكمن في التركيز على جودة “القطن طويل التيلة” (Giza)، النوع الذي يبقِي الميزة التنافسية.
  • تحسين التسويق والتوسع في التصدير لدول مثل باكستان وبنغلادش؛ حيت يبقى القطن المصري مطلوباً نظراً للجودة.

 الأسئلة الشائعة (FAQ)

1. هل هناك سعر ضمان للقطن في موسم 2025؟
لا، لم تحدد الحكومة سعر ضمان، واعتمدت على آليات السوق الدولية.

2. ما توقعات الإنتاج لموسم 2026؟
بحسب USDA، من المتوقع إنتاج 320 ألف بالة، بانخفاض تقريبي 25% عن الموسم الحالي.

3. ما أثر تراجع الزراعة على التصدير؟
انخفضت الكميات المصدرة بنسبة 27%، رغم ارتفاع الأسعار .

4. كيف يمكن أن يستعيد القطن المصري مكانته؟
بتركيز الجهود على جودة القطن طويل التيلة وتعزيز التسويق ورفع كفاءة السوق وسلاسل التوريد.

5. ما الدول المستوردة الرئيسية للقطن المصري؟
الهند، باكستان، الصين، بنغلادش والسويسر هي أبرز الأسواق.

6. كيف تؤثر التغيرات المناخية على القطن؟
ارتفاع درجات الحرارة والجفاف يقللان المساحات والإنتاجية، مما يدفع لتبني أصناف مقاومة وطرق ري فعالة .

 في النهاية

شهد موسم زراعة القطن في مصر 2025 تراجعاً تاريخياً بنسبة 39%، ما يشكل تهديداً كبيراً لمستقبل “الذهب الأبيض”. السبب الرئيسي هو تأخر مستحقات الفلاحين وضعف التسويق الحكومي. رغم ارتفاع الأسعار التصديرية، إلا أن نقص الكميات يضعف القدرة التنافسية.
الحل يتطلب تدخلاً حكومياً ممنهجاً يشجع القطاع الخاص، ويضمن منظومة دعم متكاملة: من سعر ضمان مناسب، إلى بنية تخزين واستثمار فعالة، ومتابعة نوعية القطن. بالموازاة، يمكن التركيز على تطوير الأصناف والبنية التحتية الريفية وعقد شراكات مع الأسواق العالمية، لتحويل التحدي إلى فرصة.

اقرأ أيضاً: كيف تأثر سعر الدولار اليوم الخميس 17-7-2025 بارتفاعه الأخير في 7 بنوك؟

error: Content is protected !!