تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة إلى مجلس حسين لبيب خلال الساعات الماضية، بعد التصريحات النارية التي أطلقها تامر عبد الحميد، نجم نادي الزمالك السابق، عبر قناته على يوتيوب. لم تكن تصريحاته مجرد انتقادات عابرة، بل حملت اتهامات واضحة بالفشل وسوء الإدارة، وهو ما أعاد الجدل حول قدرة المجلس الحالي على قيادة نادي الزمالك في هذه المرحلة الحرجة. المقال التالي يستعرض بالتفصيل أبعاد الأزمة، والملفات التي شهدت إخفاقًا، وردود الأفعال من مختلف الأوساط الرياضية، إلى جانب معلومات حديثة وإحصائيات دقيقة تسلط الضوء على أداء المجلس.
أزمة إدارة نادي الزمالك في عهد مجلس حسين لبيب
منذ تولي مجلس حسين لبيب إدارة نادي الزمالك، توالت الأزمات على مختلف الأصعدة، سواء المالية أو الرياضية أو الإدارية. تعثر الفريق الأول لكرة القدم في العديد من البطولات، وخروج النادي من دوري أبطال إفريقيا في أكثر من مناسبة، أثار استياء الجماهير.
وفقًا لبيانات موقع “ترانسفير ماركت” حتى يوليو 2025، بلغت القيمة السوقية للفريق 19.3 مليون يورو، وهو رقم منخفض مقارنة بالأندية المنافسة في الدوري المصري، ما يعكس ضعف التخطيط الاستثماري وإدارة العقود في عهد المجلس الحالي.
في المقابل، أظهرت الأندية المنافسة مثل الأهلي وبيراميدز تطورًا ملحوظًا على الصعيد الفني والإداري، ما فاقم من شعور جمهور الزمالك بالعجز الإداري لدى مجلس لبيب، خصوصًا مع تكرار الاستقالات وتراجع الأداء الإداري العام.
الإخفاق في التعاقدات وصفقات الانتقالات
أحد أبرز الملفات التي فشل فيها مجلس حسين لبيب هو ملف التعاقدات. فقد أثير جدل واسع حول استقدام لاعبين دون المستوى، أو إبرام صفقات غير مدروسة لم تقدم الإضافة المطلوبة.
بحسب تقارير صحفية من “اليوم السابع” و”في الجول”، أنفق المجلس خلال موسم 2024/2025 أكثر من 75 مليون جنيه على تعاقدات لم يظهر معظمها بالشكل المطلوب. ومن أبرز الصفقات التي أثارت الجدل كانت صفقة المهاجم الغاني “إريك أووسو”، الذي لم يسجل أي هدف في 14 مباراة.
وتظهر الإحصائيات أن الزمالك خلال الموسم الماضي سجل ثاني أقل عدد أهداف بين الفرق الخمسة الأولى، في ظل غياب المهاجم الهداف، وهو ما يؤكد وجود خلل كبير في عملية انتقاء اللاعبين.
قناة الزمالك وتراجع الدور الإعلامي
ملف الإعلام داخل نادي الزمالك لم يكن أفضل حالاً، فقد تعرضت قناة الزمالك الرسمية لانتقادات لاذعة بسبب محتواها غير المتوازن وتراجع نسب المشاهدة وفقًا لتحليلات منصة “Gemius” لشهر يونيو 2025.
في وقت سابق، أعلن هاني شكري، أحد أعضاء المجلس، أن القناة “تتحدث عن نفسها”، في إشارة ضمنية إلى عدم رضا مجلس الإدارة عن أدائها. وتكررت الأزمات بين إدارة القناة وبعض الإعلاميين المحسوبين على النادي، ما أدى إلى تقليص التأثير الإعلامي للزمالك مقارنة بقناة النادي الأهلي التي حققت مشاهدات أعلى بأكثر من 40% في نفس الفترة.
الفشل الإداري في ألعاب الصالات
خصص مجلس حسين لبيب ميزانية ضخمة لدعم ألعاب الصالات مثل كرة اليد وكرة السلة والطائرة، إلا أن النتائج لم تكن على مستوى التطلعات.
وفقًا لتقارير من الاتحاد المصري لكرة اليد، خرج الفريق من نصف نهائي الدوري المحلي لأول مرة منذ 8 سنوات، وهو تراجع تاريخي. كما تعرض فريق كرة السلة لخسائر متتالية في بطولة إفريقيا للأندية.
الإدارة كانت قد استقدمت هشام نصر لإدارة هذا الملف، إلا أن التقييمات تشير إلى أن معظم القرارات كانت ارتجالية، دون وجود استراتيجية طويلة المدى، وهو ما انعكس على النتائج بشكل سلبي.
أقرًا أيضًا: صدمة الخروج الأوروبي تكتب نهاية غير متوقعة ريال مدريد أمام باريس
تامر عبد الحميد صوت الغضب الزملكاوي
تصريحات تامر عبد الحميد لم تكن معزولة عن السياق العام. فهو أحد أبرز اللاعبين السابقين الذين يتمتعون بثقة واحترام الجماهير، وقد سبق له التحدث في ملفات شائكة تخص النادي.
هذه المرة، جاءت تصريحاته بمثابة تلخيص لغضب جماهيري عارم، حيث اعتبر أن مجلس حسين لبيب فشل في إدارة حتى “كشك سجائر”، في إشارة واضحة إلى ضعف الكفاءة الإدارية. ولم يكتفِ عبد الحميد بالانتقاد، بل دعا إلى إعادة هيكلة شاملة داخل مجلس الإدارة، واستقدام عناصر قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة وإنقاذ النادي من حالة التراجع.
ردود أفعال الإعلام الرياضي والجمهور
الانتقادات الموجهة إلى مجلس حسين لبيب لم تقتصر على تامر عبد الحميد، بل امتدت لتشمل العديد من الإعلاميين الرياضيين، من بينهم خالد الغندور وأحمد عفيفي، الذين طالبوا بتقارير شفافة حول أوجه الإنفاق، وأسباب الإخفاق في الملفات الكبرى.
أما على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تصدر وسم #إقالة_مجلس_حسين_لبيب الترند المصري لمدة 12 ساعة متواصلة، بحسب منصة “تويتر ترند مصر”، في مؤشر واضح على استياء الجمهور.
حتى بعض روابط الجماهير بدأت بإصدار بيانات تدعو لتظاهرات سلمية داخل مقر النادي في ميت عقبة، للمطالبة برحيل المجلس، في حال عدم وجود مراجعة عاجلة للأداء.
ملفات الفشل الإداري في عهد مجلس حسين لبيب
الملف | الأداء المتوقع | الأداء الفعلي | ملاحظات |
---|---|---|---|
تعاقدات اللاعبين | تدعيم الفريق بصفقات مؤثرة | ضعف في الأداء الفني للصفقات | خسائر مالية فادحة |
الإعلام الرياضي | توسيع قاعدة الجماهير وتثبيت الصورة الذهنية | تراجع نسبة المشاهدات بأكثر من 40% | خلافات داخلية |
ألعاب الصالات | الحفاظ على الهيمنة المحلية والإفريقية | خروج مبكر من البطولات | غياب التخطيط |
إدارة الأزمات المالية | تخفيض الديون وزيادة الموارد | تراكم مستحقات اللاعبين | شكاوى جماعية |
في النهاية
أداء مجلس حسين لبيب في إدارة نادي الزمالك بات محل شك واسع بين الجماهير والمراقبين، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لتامر عبد الحميد التي سلطت الضوء على الإخفاقات في ملفات التعاقدات والإعلام والألعاب الأخرى. في ظل هذه الظروف، يبقى السؤال المطروح: هل تستجيب الإدارة لدعوات التغيير، أم تستمر في نفس النهج الذي قد يُفقد النادي مكانته التاريخية؟
أقرًا أيضًا: مانشستر يونايتد يدخل سباق التعاقد مع كايسيدو