ليفربول يتخذ قرارًا استثنائيا تخليدًا لـ وفاة جوتا

في لحظة مأساوية هزت الوسط الكروي العالمي، تلقى عشاق كرة القدم خبر وفاة ديوغو جوتا، نجم نادي ليفربول الإنجليزي، في حادث سير مروّع بإسبانيا أودى بحياته وحياة شقيقه سيلفا. لكن الأكثر دهشة كان القرار الاستثنائي الذي اتخذه نادي ليفربول، يوم الجمعة، بحجب القميص رقم 20 من جميع فرقه تخليدًا لذكرى النجم البرتغالي الراحل. يأتي هذا القرار ليرسّخ مكانة وفاة ديوغو جوتا كأحد أكثر الأحداث تأثيرًا في تاريخ النادي الحديث، ويطرح العديد من التساؤلات حول أبعاد هذه الخطوة غير المسبوقة.

خلفيات القرار وصداه العالمي

قرار ليفربول بحجب الرقم 20 لم يأتِ من فراغ، بل يُعتبر تعبيرًا صريحًا عن حجم التأثير العاطفي الذي خلّفه رحيل ديوغو جوتا داخل أروقة النادي. بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، فقد جرى اتخاذ القرار بعد اجتماع طارئ ضم الإدارة والمدرب يورغن كلوب، بالتنسيق مع عائلة اللاعب.

وتعد هذه الخطوة سابقة في تاريخ ليفربول، حيث لم يُعرف عن النادي اتخاذ قرارات مماثلة إلا في حالات استثنائية نادرة. وقد تلقى جمهور النادي حول العالم هذا القرار بموجة من التأييد والدعم، مع تداول وسم #وداعًا_جوتا على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وتفاعل كبير من قبل جماهير الأندية المنافسة.

وفقًا لموقع Sky Sports، فإن آخر مرة حجب فيها نادٍ إنجليزي رقماً تكريمًا للاعب متوفى كانت عندما حجب مانشستر سيتي الرقم 23 بعد وفاة مارك فيفيان فوي.

موقف الإدارة والمدرب كلوب من وفاة ديوغو جوتا

أكد يورغن كلوب في مؤتمر صحفي عقده مساء الجمعة أن وفاة ديوغو جوتا كانت “ضربة موجعة للنادي بأسره”، مشيرًا إلى أن اللاعب لم يكن فقط نجمًا داخل الملعب، بل روحًا إيجابية داخل غرف الملابس.

وقال كلوب: “ما فعله جوتا في موسمين فقط فاق التوقعات، كنا نرى فيه قائدًا مستقبليًا للفريق.” كما شدد على أن قرار حجب الرقم 20 لم يكن عاطفيًا فقط، بل نابع من رغبة حقيقية في تخليد ذكراه بشكل دائم.

من جانبه، أصدر مالك النادي جون هنري بيانًا رسميًا قال فيه: “نحن لا نحزن فقط على خسارة لاعب، بل على فقدان فرد من عائلتنا. وفاة ديوغو جوتا لن تُنسى أبدًا.”

 مسيرة حافلة في وقت قصير

انضم ديوغو جوتا إلى ليفربول في صيف 2020 قادمًا من وولفرهامبتون مقابل 45 مليون يورو، ومنذ انضمامه لعب 123 مباراة وسجل 47 هدفًا بقميص الريدز. وكان أحد العناصر الأساسية في خطة كلوب الهجومية، وشارك في تتويج الفريق بكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة.

وفقًا لإحصائيات موقع Transfermarkt:

حظي جوتا بشعبية كبيرة بين جماهير ليفربول نظرًا لأدائه الحماسي والتزامه التكتيكي، كما عُرف عنه تواضعه وإنسانيته داخل وخارج الملعب، ما جعل وفاة ديوغو جوتا بمثابة خسارة شخصية للعديد من اللاعبين والإداريين.

أقرًا أيضًا: صدمة في أنفيلد.. ريال مدريد يستعد لإغراء نجم ليفربول بعرض تاريخي

ردود الفعل العالمية على وفاة ديوغو جوتا

أحدث خبر وفاة ديوغو جوتا صدمة عالمية، إذ انهالت رسائل التعزية من كبار الأندية الأوروبية والنجوم العالميين. نادي ريال مدريد كتب عبر حسابه الرسمي: “نتقدم بخالص العزاء لأسرة ليفربول وعائلة جوتا في هذا الوقت العصيب.”

أما النجم كريستيانو رونالدو فكتب على إنستغرام: “قلبي معك يا ديوغو، ستظل في ذاكرتنا إلى الأبد.” كما أصدر الاتحاد البرتغالي لكرة القدم بيانًا أعلن فيه عن تخصيص دقيقة صمت في جميع مباريات الدوري البرتغالي تخليدًا لذكرى اللاعب.

وبحسب BBC Sport، فإن عدد التغريدات التي استخدمت هاشتاغ #RIPJota تخطت حاجز 6 ملايين خلال 24 ساعة فقط، ما يعكس حجم تأثير وفاة ديوغو جوتا على الشارع الكروي.

 تفاصيل الحادث والتحقيقات الجارية

وقع الحادث على الطريق السريع A-5 بالقرب من مدينة بطليوس الإسبانية، حيث فقد جوتا السيطرة على السيارة أثناء قيادة شقيقه سيلفا. وأفادت الشرطة الإسبانية أن السيارة تجاوزت السرعة المسموح بها بنسبة 40%، ما تسبب في انقلابها واصطدامها بحاجز إسمنتي.

وأوضحت نتائج التقرير المبدئي، الذي حصلت عليه صحيفة El Pais، أن الحادث لم يكن بفعل مواد مخدرة أو كحول، بل نتيجة القيادة بسرعة مفرطة مع عدم ارتداء أحزمة الأمان.

كما أشار التقرير إلى أن فرق الطوارئ وصلت بعد 11 دقيقة من تلقي البلاغ، لكن إصابات اللاعبين كانت قاتلة ولم يكن بالإمكان إنقاذ أي منهما.

تأثير وفاة ديوغو جوتا على مسيرة ليفربول القادمة

تُعد وفاة ديوغو جوتا صدمة فنية أيضًا للنادي، حيث كان اللاعب ضمن خطط الموسم المقبل خاصة مع انتقال محمد صلاح المحتمل إلى الدوري السعودي.

وبحسب صحيفة The Athletic، فإن ليفربول بدأ مراجعة شاملة لاستراتيجيته الهجومية بعد رحيل جوتا المفاجئ. ويفكر النادي في تسريع مفاوضاته مع مهاجم بنفيكا، جواو ماريو، لتعويض الخلل المتوقع.

كما تم تخصيص مباراة تكريمية سيجريها النادي في بداية الموسم المقبل، سيشارك فيها لاعبون سابقون مثل لويس سواريز وستيفن جيرارد.

وفاة ديوغو جوتا لن تؤثر فقط على التشكيلة، بل على الروح القتالية التي لطالما كان أحد أعمدتها.

في النهاية

تبقى وفاة ديوغو جوتا جرحًا لن يندمل بسهولة في قلوب جماهير كرة القدم، لا سيما عشاق ليفربول. فالموهبة التي أبهرت الجماهير، والروح الرياضية التي ألهمت زملاءه، ستبقى حاضرة في الذاكرة الجماعية لكرة القدم.

القرار التاريخي بحجب الرقم 20 ليس فقط تكريمًا، بل رسالة بأن القيم الإنسانية تسبق البطولات. ستظل وفاة ديوغو جوتا نقطة فارقة، ومثالًا على أن الرياضة لا تنسى من أعطوها من قلوبهم قبل أقدامهم.

أقرًا أيضًا: أحمد عبدالقادر إلى الدوري السعودي بعد عرض المليون دولار يغير كل الحسابات