تُعدّ البريد المصري أحد أقدم المؤسسات المالية في مصر، حيث تخطى عمرها 120 سنة في تقديم خدمات مثل الحسابات والمدفوعات والتحويلات الداخلية. مؤخرًا، تصاعدت أسئلة حول إمكانية تحويل الأموال من البريد إلى البنوك المصرية مباشرة، وما إذا كان خيار “الخطوة الواحدة” متاحًا فعلاً، أم أن هناك قيودًا تؤخر المعاملات. في هذا التقرير من بانكير، نكشف أحدث المستجدات والتطورات حتى 27 يونيو 2025، مستندين إلى مصادر عربية وأجنبية، مع تقديم إحصائيات محدثة وتحليلات حول الخدمات البنكية المتاحة عبر البريد المصري.
الخدمات المالية للبريد المصري
يقدم البريد المصري مجموعة واسعة من الخدمات المالية التي تفوق كونها مكتب بريد تقليدي:
- حسابات توفير وجارية (ذهبية، بدون عائد، و”الفئة الزرقاء”).
- بطاقات خصم مسبقة (مثل إيزي باي).
- حوالات داخلية ودولية.
- خدمات حكومية مثل تحصيل الفواتير وسداد الدعم.
- ماكينات ATM وخدمات إلكترونية متطورة داخل الفروع.
في عام 2021، وصل عدد حسابات التوفير إلى أكثر من 25 مليون، بينما تجاوز عدد أجهزة الصراف الآلي التابعة إليه 2,000 ماكينة . وهذا يؤكد الدور المتزايد للبريد كمؤسسة مالية شاملة.
إمكانية تحويل الأموال من البريد المصري إلى البنوك
يُسمح لحاملي الحسابات الجارية مثل الحساب الجاري الذهبي بإجراء تحويل الأموال إلى حسابات بنكية أخرى، سواء في بنك مصر، أو الأهلي، أو أي بنك آخر داخل مصر. يتم ذلك عبر:
- الذهاب لأحد فروع البريد.
- استخدام ماكينات الصراف الآلي التابعة للبريد.
- تقديم البيانات اللازمة مثل اسم المستفيد، رقم IBAN، واسم البنك.
المعاملات تتم عبر نظام “المقاصة الآلية” التابع للبنك المركزي، وتصل عادة خلال ساعتين إذا تمت قبل الثالثة عصرًا، أو في اليوم التالي إذا تم بعد الموعد. هذه الخطوة تُعد تطورًا ملحوظًا في قدرة البريد على خدمة العملاء بتحويل مالي مباشر دون الحاجة للبنوك التقليدية.
ما الجديد حتى يونيو 2025؟
تختلف رسوم تحويل الأموال من البريد حسب نوع الحساب وقيمة التحويل:
- رسوم ثابتة تتراوح بين 5 إلى 10 جنيهات لكل عملية.
- قد تُضاف نسبة من المبلغ، تصل إلى 2% حسب السياسات.
- الحد اليومي للتحويل يصل إلى 750 ألف جنيه، والشهري 15 مليون جنيه، وفقًا للوائح البنك المركزي.
مقارنة مع تطبيق إنستاباي (InstaPay)، فإن البريد لم يُدمجه بعد ضمن الشبكة اللحظية، لكنها لم تجرِ تغييرات على رسوم التحويل عبر البريد، رغم أن الإنستاباي يفرض حاليًا رسومًا لكل عملية 0.1%، بحد أدنى 0.5 جنيه وأقصى 20 جنيه.
اقرأ ايضاً: هل تراجع سعر الذهب اليوم 27/6 يُعد فرصة للشراء؟ عيار 21 يفاجئ السوق بانخفاض 50 جنيهًا
بروتوكولات البريد المصري والتطبيقات الجديدة
منذ 2019، بدأت مصر البريد في رقمنة خدماتها، بإطلاق تطبيق و”سوبر آب” ضمن الشراكة مع القطاع الخاص:
- يتيح التطبيق إجراء حوالات داخلية ودولية.
- خصومات على الرسوم تصل إلى 50% لردع الإقبال على التنقل إلى الفروع.
- خطة مستقبلية لإضافة خدمات التأمين الصحي والبطاقات الرقمية عبر “Yalla Super App”.
لكن حتى يونيو 2025، لا يدعم البريد تطبيقات الدفع اللحظية مثل إنستاباي، أي أن تحويل الأموال عبر الهاتف لا يتم بشكل فوري، بل عبر فروع البريد أو ATM فقط.
مقارنة بين البريد المصري والبنوك الرقمية
| المعيار | البريد المصري | InstaPay والبنوك الرقمية |
|---|---|---|
| سرعة التحويل | خلال ساعتين أو في اليوم التالي | فوري 24/7 |
| الرسوم | 5–10 جنيه + نسبة 2% | 0.1%، بحد أدنى 0.5 وجنيهن أقصى 20 |
| دعم الدفع الفوري | لا (عبر الفروع فقط) | نعم، يدعم فوري |
| الحدود اليومية | حتى 750 ألف جنيه | حتى 120 ألف جنيه |
| الاستخدام الرقمي | محدود نسبيًا | واسع و12 مليون مستخدم |
التكامل والترخيص الدولي
في نوفمبر 2024، أقر البنك المركزي تقنية Instapay لاستقبال الحوالات الدولية من دول الخليج، مما يعزز مستقبل الدفع الرقمي في مصر . في المقابل، البريد المصري يدرس خطوة الرقمنة وتجاوز حدود التحويل التقليدي نحو الانضمام وإنشاء شراكات مع البنوك الرقمية قريبًا. المقاربة الحالية تجمع بين:
- خدمات التحويل التقليدية عبر الفروع.
- استراتيجية للاحتفاظ بميزة “شمول مالي” للمناطق غير الرقمية.
- خطط مستقبلية لتطوير App يمنح المستخدم نفس سرعة InstaPay.
فرص توسع البريد المصري في الأسواق المالية
إستراتيجية البريد المصري تهدف إلى:
- إدخال خدمات التحويل الفوري 24/7 عبر تطبيقه الذكي.
- توسيع شبكة ماكينات الصراف الآلي لتغطية شاملة.
- التوسع في التجارة الإلكترونية والتكامل مع المحافظ الرقمية.
- دعم المشروعات الصغيرة والفئات الأشد احتياجًا بشروط مالية ميسرة.
بالتكامل مع توجهات البنك المركزي لتوسيع خدمات الدفع اللحظي، من المتوقع أن يدخل البريد قريبًا ضمن شبكات Instapay، مما يسمح لـ تحويل الأموال إلى البنوك فورًا ومن أي مكان.
اقرأ ايضاً: هل تقود كازاخستان مشهد التعايش الديني؟ استضافة مائدة حكماء المسلمين تحولات كبرى
