في أعقاب الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، تصاعدت الردود العسكرية بطائرات وصواريخ متبادلة بين الطرفين. أحدث حلقات التصعيد كانت قصف صاروخي إيراني على إسرائيل، استهدف بشكل مباشر مدنًا مركزية مثل تل أبيب وحيفا. وتراوحت الأهداف بين مبانٍ سكنية، مبانٍ حكومية، ومستشفيات، مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة. في هذا التقرير، نستعرض أحدث الحقائق الإضافية والإحصاءات الجديدة التي لم تُنشر سابقًا، إلى جانب تحليل معمّق لتداعيات هذا القصف وتأثيره على مسار الصراع في المنطقة.
المناطق المتأثرة وآليات القصف
استخدمت إيران في هذه الهجمات موجات متعددة من الصواريخ الباليستية من طراز “سيجيل” و”فاتح”، مُطلقة في ثلاثة اتجاهات رئيسية خلال الأيام الماضية:
تل أبيب ومناطقها المحيطة
استهدفت أحياء مثل رامات أفيف وبيتي ياقوف، مجتمعة أثر على ما يزيد عن 100 مبنى حكومي وسكني.
أُصيب ما لا يقل عن 23 شخصًا، بينهم 4 حالات حرجة، نتيجة انفجارات مباغتة قرب محيط الكنيست ومقر وزارة الدفاع .
حيفا والمنطقة الشمالية
القصف طال منشآت صناعية مثل مصفاة البازان ومحطة توليد الكهرباء.
أسفر عن خسارة 8 قتلى وجرح العشرات، بينهم أسر متعددة، ما أدى إلى انهيار جزئي لبعض المباني السكنية.
مستشفى سوركا في بئر السبع
سقط صاروخ باليستي بالقرب من Soroka Medical Centre يوم 19 يونيو، أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة وإصابة 65 شخصًا، منهم 3 بجروح خطيرة، على الرغم من تفادي وقوع قتلى بفضل الإخلاء المسبق.
عدد الضحايا والتقارير المتعددة
تشهد قصة “قصف صاروخي إيراني على إسرائيل” تضارباً في تقديرات الخسائر البشرية:
الإحصاءات الرسمية الإسرائيلية:
24 قتيلاً حسب وزارة الصحة، بينهم مدنيون كبار السن، وأكثر من 500 جريح منذ بداية التصعيد.
تقارير إعلامية مستقلة:
صحيفة “ذا تايمز أوف إسرائيل” وثقت نحو 8 قتلى و90 جريحًا في موجة القصف الأخيرة فقط .
عدد المستشفيات المزدحمة يُقدّر بنحو 287 مصابًا استقبلهم المستشفى الرئيسي بعد ضربة تل أبيب.
آثار مادية وعمرانية مدمرة
أضرار كبيرة في الأبنية:
تساقط نوافذ، تراكم الحطام، وانهيار جزئي في تسعة مبانٍ سكنية في منطقتي رامات غان وتل أبيب.
انقطاع خدمات الكهرباء والمرافق الأساسية:
محطة كهرباء حيفا تأثرت، ما أدى لانقطاعات جزئية في التيار، وتضرر شريان المياه في محيط المنطقة الصناعية .
مدن آمنة مؤقتًا:
تم إجلاء نحو 100 مواطن من مبانٍ مهددة، وفقاً لهيئة الطوارئ الإسرائيلية.
اقرأ ايضاً: بعد انتقال محمد صلاح إلى العدالة.. زميله البرازيلي في حيرة والأنظار تتجه للسعودية فما القصة؟
الرد الإسرائيلي والدولي
رد الجيش الإسرائيلي:
شنّ غارات على قاعدة إيرانية في قرب طهران ومواقع للحرس الثوري، وفق تقارير عسكرية .
موقف الدول الغربية:
الولايات المتحدة تشدّدت بالقول إن “قصف صاروخي إيراني على إسرائيل” يشكل تهديدًا متجدّدًا للسلام الإقليمي، داعية لوقف التصعيد.
بريطانيا وألمانيا طلبتا مسار تفاوضي سريع قبل حلول الشتاء، فيما أكدت روسيا احتمال حدوث “كارثة نووية” في حال تفاقم الحرب.
ردود أفعال داخل المجتمع الإسرائيلي
حسب استطلاع حديث لمنظمة Pew، 60% من الإسرائيليين يثقون بقدرة الجيش على حماية البلاد رغم الخسائر .
مع ذلك، ارتفع الإقبال على الملاجئ بشكل كبير، خاصة داخل المجتمعات العربية والبدو، حيث تفتقر البنى التحتية للحماية الشخصية .
احتجاجات قدمتها عوائل ضحايا ضد الحكومة بسبب البطء في تعزيز منظومة “القبة الحديدية”.
السيناريوهات المقبلة والخروج من النفق
يواجه المشهد الإقليمي عدة خيارات:
تصعيد عسكري مفتوح – قد تلجأ إسرائيل للقصف القادم بقوة أكبر، خاصة إن استمرت موجات الصواريخ.
محاولة هدنة عبر وسطاء – الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يضغطون لعقد وقف إطلاق نار متبادل.
دورة تفاوضية مشروطة – مباحثات محتملة تشمل الدولة العميقة الأمريكية وأطراف عربية ممكنة.
تعزيز الإجراءات الدفاعية – إسرائيل تعمل على رفع سقف الغطاء الجوي بتقنيات متطورة لتثبيت الردع.
في النهاية
شهد قصف صاروخي إيراني على إسرائيل ملامحًا متجددة من القوة والدمار، معتمدًا على صواريخ باليستية دقيقة ومدن رئيسية.
الخسائر تجاوزت مئات الجرحى وعشرات القتلى، مع أضرار عمرانية مؤثرة وأزمة إنسانية ملموسة في بعض المناطق.
رغم تعاطف جزء من الشارع الإسرائيلي، إلا أن ثمة سؤالًا جوهريًا يتردد: هل تنحصر المواجهة في الردع العسكري؟ أم أن الفرصة لا تزال قائمة أمام الحوار؟
اقرأ ايضا: قانون الإيجار القديم يدخل حيز التنفيذ فورًا.. والنائب إيهاب رمزي يُفجّر مفاجأة تشريعية