استقبل محافظ جنوب سيناء الدكتور خالد مبارك، صباح الجمعة 20 يونيو 2025، رئيس وزراء صربيا جورو ماتسوت بمطار شرم الشيخ الدولي، ضمن زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز التعاون بين مصر وصربيا، وتضمّن جدول الزيارة محطة بارزة إلى دير سانت كاترين. هذا الاستقبال يعكس عمق العلاقات التاريخية والثقافية التي تجمع بين البلدين، ويؤكد اهتمام صربيا بترسيخ علاقات الصداقة مع مصر من بوابة السياحة الدينية والثقافية.
دلالة زيارة دير سانت كاترين ضمن السياحة الروحية
يُعد دير سانت كاترين أحد أقدم الأديرة في العالم، مدرجًا على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ويتميّز بأهميته التاريخية والدينية. الزيارة التي يقوم بها رئيس وزراء صربيا تأتي في سياق تعزيز السياحة الدينية، خاصة مع توجه بلاده لدعم الرحلات الروحية إلى الشرق الأوسط، وتحديدًا إلى المواقع ذات الطابع الأرثوذكسي.
وجود زائر رفيع المستوى بهذا الحجم في سانت كاترين يُعد تأكيدًا على مكانتها العالمية، وفرصة لفتح قنوات تعاون جديدة في مجال التبادل الثقافي والسياحي.
اقرأ ايضاً: هل يعرض مشروع قانون الإيجار القديم استقرار الخدمة الصحية للخطر؟
الاستثمار في السياحة والبنية التحتية في جنوب سيناء
في حديثه خلال مراسم الاستقبال، عرض محافظ جنوب سيناء ما حققته المحافظة من تطويرات في البنية التحتية والمشروعات السياحية خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، حيث تجاوزت الاستثمارات 20 مليار جنيه. تم إنشاء وتحديث المرافق الحيوية، وتحسين جودة الطرق بين شرم الشيخ وسانت كاترين، وتوسيع قدرات الاستيعاب الفندقي في دهب ونويبع.
وتخدم هذه الاستثمارات هدف الدولة بتحويل جنوب سيناء إلى مركز جذب سياحي شامل يجمع بين الطبيعة، التاريخ، والدين.
العلاقات المصرية الصربية في أفق متجدد
زيارة رئيس وزراء صربيا تأتي في توقيت يشهد انتعاشًا كبيرًا في العلاقات بين القاهرة وبلغراد. فقد تم التوقيع خلال القمم الأخيرة على عدد من مذكرات التفاهم شملت مجالات السياحة، الاستثمار، والتعاون الثقافي، إضافة إلى مباحثات في الطاقة والتكنولوجيا الزراعية.
السياحة تحتل حيزًا مهمًا في هذه العلاقة، إذ تضاعف عدد السياح الصرب إلى مصر خلال النصف الأول من 2025، وتشير الإحصائيات إلى استهداف 50 ألف زائر صربي مع نهاية العام.
تأمين عالي المستوى وخطط لوجستية للزيارة
حرصت السلطات المصرية على تأمين مسار الزيارة بالكامل، حيث تم نشر وحدات أمنية إضافية في مطار شرم الشيخ، وتفعيل خطط طوارئ للتعامل مع أي ظرف مفاجئ. وتم تخصيص مرافقة رسمية للوفد من لحظة وصوله وحتى انتهاء زيارته للمنطقة الدينية، مع تأمين جوي للطريق المؤدي إلى دير سانت كاترين.
هذا النهج يعكس التزام مصر الكامل بإظهار قدراتها على تنظيم واستضافة الفعاليات والزيارات الدولية عالية المستوى.
آفاق التعاون المستقبلي في السياحة الثقافية والدينية
يتوقع أن تمهّد هذه الزيارة الطريق لإطلاق برامج سياحية مشتركة بين مصر وصربيا، تشمل زيارات دورية للأماكن الدينية في جنوب سيناء، وربما توقيع اتفاقيات لتبادل الوفود الشبابية والثقافية.
كما يُنتظر إنشاء خط طيران مباشر دائم بين بلغراد وشرم الشيخ، لتسهيل وصول السائحين الصرب، خاصة في موسم السياحة الشتوي الذي يفضّل فيه الأوروبيون زيارة الوجهات الدافئة مثل مصر.
في النهاية
زيارة رئيس وزراء صربيا لدير سانت كاترين تُمثّل خطوة استراتيجية نحو توسيع آفاق التعاون المصري الصربي، بعيدًا عن السياسات التقليدية، لتشمل الثقافة، الدين، والسياحة. هذه الخطوة تؤكد قدرة جنوب سيناء على التحول إلى مركز عالمي للسياحة المتخصصة، وتفتح الباب أمام المزيد من الشراكات الثنائية التي تعود بالنفع على الطرفين.
اقرأ ايضاً: سعر الذهب الجمعة 20 يونيو 2025.. انهيار عيار 21 يربك الأسواق