شهدت سوق الأسهم السعودية تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات يوم 24 نوفمبر 2025، حيث أغلق مؤشر السوق السعودي عند 10,851.76 نقطة منخفضًا بنسبة 1.44% عن جلسة اليوم السابق، في حين أظهرت بعض الشركات القيادية ارتفاعًا ملحوظًا مثل “مياهنا” بنسبة 5.58% و”شركة مستشفى الدكتور سليمان عبدالقادر فقيه” بنسبة 3.67%. هذا التباين يعكس طبيعة التعاملات الانتقائية التي يشهدها السوق، مع تحرك المستثمرين بحذر وانتظار وضوح بعض الملفات الاقتصادية المهمة.
أداء السوق: التراجع المؤقت مقابل الفرص المستقبلية
رغم انخفاض المؤشر العام، يظل أداء السوق السعودي إيجابيًا على المدى الطويل، مستندًا إلى قوة الاقتصاد المحلي والمشاريع الوطنية الطموحة. سجل المؤشر خلال العام نسبة عائد -6.77% منذ مطلع 2025، بينما تراوحت قيمة المؤشر خلال 52 أسبوعًا بين 10,366.59 و12,536.28 نقطة، ما يظهر استقرارًا نسبيًا وسط تقلبات قصيرة المدى.
تتأثر التداولات الحالية بشح السيولة وهيمنة المستثمرين الأفراد على السوق، إلى جانب انتظار قرارات ملكية الأجانب ومسار الفائدة الأمريكية، ما يجعل السوق مرحلة تأهب قبل موجة جديدة من النشاط المؤسسي.
الشركات القيادية وتنوع القطاعات
برزت شركات محددة في السوق بتسجيل مكاسب قوية:
- مياهنا (MIAHONA:AB): ارتفاع بنسبة 5.58%، مع حجم تداول 730,298 سهم.
- شركة مستشفى الدكتور سليمان عبدالقادر فقيه (FAKEEHCA:AB): ارتفاع 3.67%، حجم التداول 289,834 سهم.
- تكوين المتطورة للصناعات (TAKWEEN:AB): ارتفاع 3.15%، حجم التداول 342,113 سهم.
- الشرق الأوسط للصناعات الدوائية (AVALONPH:AB): ارتفاع 2.80%، حجم التداول 39,263 سهم.
- المطاحن الحديثة للمنتجات الغذائية (MODERNMI:AB): ارتفاع 2.80%، حجم التداول 50,260 سهم.
هذا الأداء يعكس انتعاش قطاعات محددة مثل الطاقة، الصناعات الدوائية، والمنتجات الغذائية، ما يشير إلى وجود فرص استثمارية واعدة رغم التراجع العام للمؤشر.
الاستثمارات الكبرى والبنية التحتية
يسهم المخطط الوطني لتطوير 59 مركزًا لوجستيًا بحلول 2030 بمساحة تتجاوز 100 مليون متر مربع في دعم مكانة السعودية كمركز صناعي وإقليمي. هذا المشروع يعزز القدرة على استيعاب حركة التجارة الإقليمية والدولية، ويتيح فرصًا كبيرة للشركات المحلية والعالمية للاستثمار في مجالات متنوعة مثل:
- الموانئ والنقل البحري
- الشحن الجوي
- تطوير البنية التحتية الرقمية والطاقة النظيفة
كما أن تركيز الحكومة على مشاريع الهيدروجين الأزرق والأخضر والتعدين يعكس استراتيجيات طويلة المدى لدعم الصناعات المستقبلية، مما يجعل المملكة بيئة جاذبة للمستثمرين.
سوق الطروحات الأولية: زخم مستمر
شهدت السعودية نشاطًا ملحوظًا في سوق الطروحات الأولية، حيث استهدفت شركات مثل “الرمز العقارية” جمع ما بين 860 و900 مليون ريال عبر طرح أسهمها للاكتتاب العام. بالإضافة إلى ذلك، يستعد “الخريف للبترول” لطرح محتمل، ما يعزز من تنوع الفرص الاستثمارية أمام المستثمرين المحليين والدوليين.

تشير البيانات إلى أن المستثمرين السعوديين يزدادون نشاطًا في الأسواق الأميركية، وهو ما يعكس رغبة في تنويع المحفظة الاستثمارية، بينما تحافظ الأسواق المحلية على خصائص الجذب من خلال أسعار الأسهم الجاذبة وفرص النمو المرتبطة بالمشاريع الوطنية.
انتقائية السوق وهيمنة الأفراد
على الرغم من انخفاض السيولة، فإن السوق يشهد تعاملات انتقائية مدفوعة بأخبار الشركات والتطورات الاقتصادية المحلية. محللون ماليون يتوقعون عودة النشاط المؤسسي خلال ديسمبر، ما قد يعيد الزخم للسوق ويعزز الاستثمارات طويلة المدى.
السياسة المستقبلية للأجانب والقطاع العقاري
تخطط المملكة للسماح للأجانب بامتلاك مجموعة واسعة من العقارات، بما في ذلك المدن المقدسة، اعتبارًا من يناير 2026. كما يستمر نشاط الطروحات في القطاع العقاري، ما يعكس نموًا متوقعًا وإمكانات كبيرة لمستثمرين جدد.
الخلاصة
بالرغم من التراجع المؤقت للمؤشر، يظل السوق المالية السعودية محركًا رئيسيًا للاستثمار المحلي والإقليمي، مستفيدًا من مشاريع بنية تحتية ضخمة، تنويع القطاعات، وزخم سوق الطروحات الأولية. الاستثمار في الشركات القيادية والمشاريع الوطنية يعكس فرصًا حقيقية للنمو المستدام، مما يجعل المملكة بيئة جاذبة للمستثمرين على المدى الطويل.
