لا تزال ذكرى نهائي دوري أبطال أوروباعام 1997 عالقة في أذهان جماهير كرة القدم حول العالم، حين تمكن بوروسيا دورتموند من إلحاق هزيمة تاريخية بيوفنتوس بثلاثية مقابل هدف في ميونيخ. وبعد مرور أكثر من 28 عامًا على تلك الليلة، تعود القمة الأوروبية الكبيرة لتتجدد من جديد بين يوفنتوس ضد بوروسيا دورتموند، لكن هذه المرة في إطار دور المجموعات لموسم 2025/2026.
المواجهة لا تحمل فقط أبعادًا تاريخية، بل تأتي في توقيت بالغ الأهمية لكلا الفريقين: يوفنتوس يسعى إلى استعادة بريقه الأوروبي وتعزيز هيبته في البطولة، بينما يحلم دورتموند بمفاجأة جديدة تكتب فصلاً آخر في كتاب المنافسة. في السطور التالية، نستعرض بالتفصيل الحالة الفنية، التاريخية، والتكتيكية، ونرصد كل ما يتعلق بالقمة المنتظرة.
التاريخ بين الفريقين: من نهائي 1997 حتى اليوم
عندما نعود بالذاكرة إلى النهائي الشهير في ميونيخ عام 1997، نجد أن تلك المباراة شكّلت علامة فارقة في تاريخ الناديين. دورتموند حينها فاجأ الجميع وحقق إنجازًا غير متوقع أمام فريق يوفنتوس المدجج بالنجوم.
لكن الأرقام الإجمالية للمواجهات الأوروبية بينهما تكشف عن تفوق نسبي ليوفنتوس. فقد تواجه الفريقان في تسع مباريات سابقة، فاز فيها يوفنتوس بست مرات، بينما فاز دورتموند مرتين فقط، وانتهت مباراة واحدة بالتعادل. كما أن سجل الفريق الإيطالي في المباريات الافتتاحية لدوري الأبطال يبقى مميزًا، حيث لم يعرف طعم الخسارة على أرضه في الجولة الأولى، محققًا 6 انتصارات و3 تعادلات.
هذا التاريخ يضفي نكهة خاصة على لقاء يوفنتوس ضد بوروسيا دورتموند، ويجعل منه أكثر من مجرد مباراة في دور المجموعات، بل مواجهة محملة بالرمزية الكروية.
أقرأ أيضًا:نادي برشلونة يقدم عرض لضم لاعب وسط يوفنتوس الإيطالي رودريغو بينتانكور
حالة يوفنتوس الفنية قبل المباراة
يدخل يوفنتوس المواجهة وهو في حالة جيدة محليًا، حيث تمكن من تحقيق سلسلة من الانتصارات المهمة في الدوري الإيطالي. الفريق بقيادة المدرب إيغور تودور يركز على المزج بين الصلابة الدفاعية والفاعلية الهجومية، وهو ما ظهر في لقاءاته الأخيرة.
من أبرز الأسلحة التي يعتمد عليها الفريق:
جوناثان ديفيد: المهاجم الكندي الذي أصبح من أبرز الهدافين في دوري الأبطال، حيث سجل 10 أهداف في 18 مباراة أوروبية.
لويس أوبندا: المهاجم الجديد الذي حصل على فرصة الظهور الأساسي بجانب ديفيد.
كينان يلديز: الشاب التركي الذي يثبت نفسه تدريجيًا كصانع لعب مبدع.
على المستوى الدفاعي، لم يُعلن عن غيابات كبيرة مؤثرة، ما يمنح المدرب خيارات متعددة للتعامل مع خطورة هجوم دورتموند.
وضعية بوروسيا دورتموند قبل القمة
على الجانب الآخر، يدخل دورتموند المباراة بحماس كبير، لكن مع بعض المشاكل الدفاعية نتيجة إصابات مؤثرة. أبرزها غياب نيكلاس زوله لفترة طويلة، مما يقلل من العمق الدفاعي للفريق.
مع ذلك، يبقى الفريق الألماني متسلحًا بخط هجومي سريع وقادر على إزعاج أي دفاع:
سيرهو جيراسي: هداف متألق سجل 9 أهداف في دور المجموعات الموسم الماضي.
كريم أديمي: أحد أخطر لاعبي السرعات في أوروبا.
ماكس بَير: خيار هجومي جديد يسعى لإثبات نفسه.
دورتموند عوّض نقاط ضعفه الدفاعية بمحاولة الضغط المبكر واستغلال الأطراف، لكن نجاحه أمام يوفنتوس سيعتمد على مدى قدرته على استثمار الفرص القليلة التي سيحصل عليها.
التحليل التكتيكي للمواجهة
المباراة تبدو على الورق مواجهة متوازنة، لكن التفاصيل الصغيرة قد تحسمها.
يوفنتوس: من المتوقع أن يعتمد على خطة 3-5-2 أو 3-4-2-1، مع استغلال العرضيات والكرات الثابتة. التركيز سيكون على السيطرة على وسط الملعب عبر ثلاثي قوي قادر على قطع الكرات وتحويلها بسرعة إلى الهجوم.
دورتموند: قد يبدأ بخطة 3-4-3 تتحول إلى 5-3-2 عند الحاجة للدفاع. الفريق سيحاول استغلال سرعات أديمي وجيراسي في المرتدات، مع الاعتماد على الضغط العكسي في منتصف الملعب.
المفتاح الأهم في مباراة يوفنتوس ضد بوروسيا دورتموند سيكون كيفية التعامل مع الكرات الثابتة، إذ أن الفريقين يملكان عناصر قوية في استغلال الركلات الركنية والكرات الحرة.
إحصائيات وأرقام قبل المباراة
لزيادة وضوح الصورة، نعرض مقارنة سريعة بين الفريقين قبل المواجهة:
| الإحصائية | يوفنتوس | بوروسيا دورتموند |
|---|---|---|
| آخر 6 مباريات محلية | 4 انتصارات – 1 تعادل – 1 هزيمة | 4 انتصارات – 2 هزيمة |
| عدد الأهداف المسجلة | 11 هدفًا | 13 هدفًا |
| عدد الأهداف المستقبلة | 5 أهداف | 9 أهداف |
| أبرز هداف | جوناثان ديفيد (7 أهداف) | سيرهو جيراسي (9 أهداف) |
| معدل الاستحواذ | 56% | 53% |
هذه الأرقام تعكس توازنًا نسبيًا بين الطرفين، مع تفوق هجومي لدورتموند ودفاع أكثر صلابة ليوفنتوس.
التوقعات والسيناريوهات المحتملة
من الناحية النظرية، يملك يوفنتوس أفضلية طفيفة كونه يلعب على أرضه وبين جماهيره. الفريق الإيطالي أكثر خبرة في مثل هذه المواجهات، خاصة في المباريات الافتتاحية.
لكن لا يمكن التقليل من خطورة دورتموند، الذي يمتاز بقدرة عالية على التسجيل حتى في أصعب الملاعب. السيناريو الأكثر ترجيحًا هو مباراة متكافئة تُحسم بفارق هدف واحد، مع احتمالية انتهاء اللقاء بنتيجة 2-1 أو 1-0 لصالح يوفنتوس.
المباراة في النهاية لا تُمثل فقط صراعًا على النقاط الثلاث، بل اختبارًا مبكرًا لطموحات الفريقين في نسخة هذا الموسم من دوري الأبطال.
في النهاية
قمة يوفنتوس ضد بوروسيا دورتموند تعود هذه المرة محملة بالذكريات التاريخية والأبعاد التكتيكية. بين فريق يبحث عن استعادة أمجاده الأوروبية، وآخر يحلم بصناعة مفاجآت جديدة، تبقى المباراة مفتوحة على جميع الاحتمالات.
الأنظار ستتجه إلى تورينو لمعرفة من سيكتب السطر الأول في مشوار المجموعة: هل يواصل يوفنتوس تفوقه التاريخي، أم يعيد دورتموند كتابة سيناريو 1997؟
أقرأ أيضًا: مواجهتان ناريتان اليوم في دوري أبطال أوروبا
