الرئيسيةأخبار المجتمعهدم مبنى هندسة السكة الحديدية.. انتقادات لوزير النقل

هدم مبنى هندسة السكة الحديدية.. انتقادات لوزير النقل

هدم مبنى هندسة السكة الحديدية.. انتقادات لوزير النقل

شهدت باكستان موجة من الفيضانات المدمرة تسببت في مأساة إنسانية واسعة النطاق، مع تصاعد أعداد الضحايا وفقدان المئات، تحوّلت السيول الجارفة إلى كابوس أليم يعكس هشاشة البنية التحتية ومحدودية الخطط الوقائية في مواجهة الأزمات المناخية المتفاقمة.

أرقام مفزعة تعكس حجم الكارثة

سجلت فيضانات باكستان الأخيرة أكثر من 160 حالة وفاة مؤكدة، إلى جانب مئات المفقودين، وعدد لا يُحصى من المنازل المنهارة والقرى المدمرة. ولاية خيبر بختونخوا كانت الأكثر تضررًا، بينما تتزايد نداءات الاستغاثة من مناطق أخرى مثل كشمير والبنجاب. حجم الدمار فاق كل التوقعات، مع تقارير محلية تشير إلى أن عدد الضحايا يتضاعف يوميًا وسط استمرار تساقط الأمطار.

تركّزت الكارثة في الأقاليم الشمالية، حيث أُغلقت الطرق وتقطعت السبل بالآلاف، وانهارت بيوت بالكامل في مناطق مثل باجور وسوات وبونر. انهيارات أرضية وطينية حولت الطرق الحيوية إلى مستنقعات. عجز فرق الإنقاذ عن الوصول لبعض المناطق كشف عن مدى ضعف البنية التحتية في مواجهة مثل هذه الأزمات.

 أزمة متوقعة تتكرر

ليست هذه أول مرة تشهد فيها البلاد فيضانات بهذا الحجم، لكن ما يميز فيضانات باكستان هذا العام هو شدتها وتكرارها بوتيرة غير مسبوقة. يرجع الخبراء السبب إلى تغير المناخ الذي أدى إلى زيادة غزارة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، ما تسبب في ذوبان الثلوج بشكل أسرع وارتفاع منسوب الأنهار. هذه الظاهرة لا تبدو طارئة بل نمطًا متكرّرًا في السنوات الأخيرة.

كشفت الفيضانات عن غياب خطط الطوارئ والاستعدادات الفعلية. في معظم المناطق المنكوبة، لم تكن هناك أنظمة إنذار مبكر فعّالة، كما لم تُفعّل خطط الإجلاء في الوقت المناسب. غياب التنسيق بين الجهات الحكومية، وردود الفعل المتأخرة زادت من حجم الخسائر. المواطنون واجهوا الكارثة وحدهم دون دعم كافٍ.

اقرأ أيضًا: بدء تشغيل الأتوبيس الترددي رسميًا.. وزير النقل يُعلن انطلاق الحلم المصري للنقل الذكي

 الماضي يعيد نفسه: تكرار الدروس المنسية

فيضانات 2022 التي دمّرت ثلث مساحة البلاد كانت بمثابة جرس إنذار يجب ألا يُتجاهل. لكن عوضًا عن تطوير البنية التحتية، تم تجاهل التحذيرات. الأزمة الحالية تكشف عن استمرار سياسة رد الفعل بدلاً من الفعل الاستباقي. المشهد يعكس فجوة كبيرة بين توصيات الخبراء والتنفيذ الفعلي على الأرض.

لمواجهة مثل هذه الكوارث مستقبلاً، يجب اعتماد خطة وطنية شاملة تتضمن تطوير أنظمة التصريف، تفعيل أجهزة الإنذار المبكر، وتنظيم البناء في المناطق المعرضة للفيضانات. يجب أيضًا إشراك المجتمع الدولي في تمويل مشاريع البنية التحتية المقاومة للكوارث. معالجة الأسباب الجذرية كالتغير المناخي، يجب أن تكون أولوية وطنية لا يمكن تأجيلها.

فيضانات باكستان ليست مجرد كارثة طبيعية، بل إنذار صريح لما يمكن أن يحدث إذا استمر تجاهل التغيرات البيئية والتقاعس في اتخاذ خطوات استباقية. حماية الأرواح والممتلكات تبدأ من اليوم، لا عند وقوع الكارثة. المطلوب ليس فقط إعادة الإعمار، بل إعادة التفكير في نموذج التنمية والحوكمة بالكامل.

اقرأ أيضًا: كيف رد وزير النقل على انتقادات حادث المنوفية؟ هل “سعيد بالهجوم”؟