الرئيسيةالأخبار العاجلةهبوط مفاجئ في أسعار زيت الطعام محليًا رغم موجة الارتفاعات العالمية

هبوط مفاجئ في أسعار زيت الطعام محليًا رغم موجة الارتفاعات العالمية

هبوط مفاجئ في أسعار زيت الطعام محليًا رغم موجة الارتفاعات العالمية

في مشهد اقتصادي يلفت الأنظار، سجلت أسعار زيت الطعام في السوق المحلية تراجعًا ملحوظًا بنسبة وصلت إلى 6%، على الرغم من الارتفاعات القوية التي تشهدها الأسواق العالمية للزيوت النباتية. ويأتي هذا الانخفاض المحلي في وقت تتجه فيه الأسعار الدولية إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاث سنوات، مدفوعة بزيادة الطلب العالمي على الزيوت، وخاصة زيت الصويا، الذي يمثل المكون الأكبر في الخلطات المستخدمة بالسوق المصري. هذه المفارقة بين الانخفاض المحلي والارتفاع العالمي تثير تساؤلات حول طبيعة السوق الداخلية وأسباب هذا التوجه العكسي.

 المشهد العالمي لأسعار الزيوت النباتية

ارتفعت أسعار الزيوت النباتية عالميًا في يوليو 2025 بنسبة 7.1% مقارنة بالشهر السابق، وفق مؤشرات منظمات الأغذية العالمية، لتسجل متوسط 166.8 نقطة على المؤشر القياسي. ويمثل هذا المستوى أعلى قيمة منذ منتصف عام 2022، مدفوعًا بزيادة الطلب على الزيوت لاستخدامات الوقود الحيوي في الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية، إضافة إلى نقص الإنتاج في بعض الدول الآسيوية بسبب الظروف المناخية.

تاريخيًا، كان أي ارتفاع عالمي ينعكس سريعًا على أسعار زيت الطعام محليًا، لكن المشهد الحالي مختلف، إذ اتخذت الأسعار في السوق المصرية مسارًا معاكسًا.

 أسباب الانخفاض المحلي رغم الصعود العالمي

هناك عدة عوامل وراء تراجع أسعار زيت الطعام في مصر، رغم ارتفاعها في الأسواق الدولية:

  1. زيادة المعروض المحلي: تشهد السوق حالة من التخمة بسبب ضخ كميات كبيرة من الزيوت المستوردة والمحلية، ما أدى إلى فائض في المخزون.
  2. تراجع الطلب الاستهلاكي: تغير السلوك الشرائي للمستهلكين، حيث أصبح الشراء مقتصرًا على الكميات اليومية فقط، بدلًا من التخزين كما كان معتادًا.
  3. تحسن سعر الصرف: ارتفاع قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية في الأشهر الأخيرة ساعد على خفض تكاليف الاستيراد.
  4. أزمة التصدير: توقف صادرات الزيوت خلال الأسابيع الماضية دفع الشركات لتوجيه إنتاجها للسوق المحلي، مما زاد العرض وخفّض الأسعار.

تحولات في سلوك المستهلك المصري

من الملاحظ أن المستهلك المصري أصبح أكثر حذرًا في الشراء، خصوصًا بعد موجات التضخم التي شهدتها البلاد في العامين الماضيين. ثقافة التخزين التي كانت سائدة تراجعت، وأصبح معظم المستهلكين يشترون الزيوت بكميات صغيرة، غالبًا لتغطية احتياجات يوم أو أسبوع على الأكثر.

هذا التغيير السلوكي ساهم في الضغط على التجار والمستوردين لتخفيض أسعارهم في محاولة لتحريك المبيعات وزيادة معدلات دوران المخزون.

 تأثير المخزون الكبير على استقرار الأسعار

تكدس المخزونات لدى الشركات والمصانع والموردين أدى إلى خفض الأسعار تحت المستويات العالمية. وفي العادة، كان السوق المحلي يرفع الأسعار مباشرة عند أي زيادة خارجية، حتى للبضائع المخزنة سابقًا. لكن هذه المرة، فرضت آليات العرض والطلب واقعًا جديدًا.

وفق بيانات حديثة، بلغ سعر طن زيت الطعام في السوق المحلية 55 ألف جنيه هذا الأسبوع، مقارنة بـ 58.5 ألف جنيه الأسبوع الماضي. أما أسعار العبوات للمستهلك، فتتراوح حاليًا بين 65 و72 جنيهًا للتر.

 التوقعات المستقبلية للسوق المحلي

يتوقع خبراء أن تظل أسعار زيت الطعام في مصر منخفضة نسبيًا خلال الأسابيع المقبلة، خاصة إذا استمرت أزمة التصدير أو لم يتغير سلوك المستهلك. ومع ذلك، قد تعود الأسعار للارتفاع إذا تم حل مشكلات التصدير أو إذا شهدت الأسواق العالمية زيادات جديدة أكبر في أسعار الزيوت الخام.

كما أن أي تغير في أسعار الدولار محليًا سيكون له تأثير مباشر على كلفة الاستيراد وبالتالي على الأسعار النهائية.

جدول مقارنة بين السوق المحلي والعالمي (أغسطس 2025)

المؤشرالسوق المحليالسوق العالمي
سعر طن زيت الصويا55,000 جنيه56,500 جنيه
معدل التغير الشهري-6%+7.1%
متوسط سعر لتر التجزئة65 – 72 جنيهًاغير متاح
مستوى المخزونمرتفعمتوسط

تكشف حالة السوق الحالية أن أسعار زيت الطعام في مصر تتأثر أكثر بعوامل العرض والطلب المحلية، وليس فقط بحركة الأسعار العالمية. التخمة في المعروض وتغير سلوك المستهلك، بجانب تحسن سعر الصرف، شكلت جميعها حائط صد أمام موجة الارتفاعات الدولية. ومع ذلك، يظل الوضع قابلًا للتغير السريع إذا تبدلت الظروف، خاصة على صعيد التصدير وسعر العملة.

اقرأ أيضًا: سعر الدولار اليوم الأربعاء 13 أغسطس 2025 أمام الجنيه والعملات الأخرى

اترك تعليقاً

error: Content is protected !!