الرئيسيةالأخبار العاجلةسر نفوق الأسماك في الصيف الحار.. الزراعة توضح الحقائق

سر نفوق الأسماك في الصيف الحار.. الزراعة توضح الحقائق

سر نفوق الأسماك في الصيف الحار.. الزراعة توضح الحقائق

في ظل الموجات الحارة القياسية التي تضرب العالم هذا الصيف، شهدت بعض المزارع السمكية في مصر حالات من نفوق الأسماك أثارت جدلاً واسعًا بين المربين والمستهلكين. ورغم القلق الذي سببته المشاهد المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، أكدت وزارة الزراعة أن الظاهرة طبيعية، وأنها مرتبطة بشكل مباشر بالتغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، خاصة بالنسبة لأنواع الأسماك التي تفضل مدى حراري محدد للنمو والبقاء.

في هذا التقرير، نستعرض الأسباب العلمية وراء الظاهرة، تأثيرها على قطاع الاستزراع السمكي في مصر، دور الوزارة في مواجهتها، وكيفية استعداد المزارع لمواسم الصيف الحارة، مع إلقاء الضوء على خطط التكيف طويلة المدى.

سر نفوق الأسماك في الصيف الحار.. الزراعة توضح الحقائق

طبيعة الأسماك وعلاقتها بدرجات الحرارة

الأسماك كائنات من ذوات الدم البارد، أي أن درجة حرارة أجسامها تتأثر بشكل مباشر بدرجة حرارة البيئة المائية التي تعيش فيها. وعندما ترتفع درجات الحرارة عن المعدل الطبيعي، تزداد عمليات الأيض في أجسامها، ما يؤدي إلى زيادة حاجتها للأكسجين المذاب في المياه. لكن مع ارتفاع الحرارة، تنخفض كمية الأكسجين المتاحة، وهو ما يخلق بيئة مرهقة للأسماك.

الأنواع الشائعة في الاستزراع السمكي المصري مثل الدنيس والقاروص واللوت تفضل مدى حراري يتراوح بين 20 و24 درجة مئوية. تجاوز هذا الحد يضعف جهاز المناعة لدى الأسماك ويجعلها عرضة للأمراض ونقص النشاط الغذائي، وهو ما يرفع احتمالية نفوق الأسماك.

العوامل المناخية المؤثرة في نفوق الأسماك

موجات الحر ليست العامل الوحيد، بل هناك عدة عوامل مناخية متداخلة تزيد من خطر نفوق الأسماك:

  1. انخفاض الأكسجين المذاب: ارتفاع الحرارة يقلل ذوبان الأكسجين في الماء، ما يؤدي إلى اختناق الأسماك.
  2. زيادة الأمونيا: درجات الحرارة المرتفعة تسرع تحلل المواد العضوية، ما يزيد نسب الأمونيا السامة للأسماك.
  3. التغيرات المفاجئة في الطقس: الانتقال السريع بين درجات حرارة مختلفة يزيد الإجهاد الفسيولوجي على الأسماك.
  4. كثافة التخزين العالية: في المزارع، تكون أعداد الأسماك لكل متر مكعب أكبر بكثير من البيئات الطبيعية، ما يجعل أي تغير بيئي أكثر تأثيرًا.

اقرأ أيضًا: أسعار الأسماك في سوق العبور 6 أغسطس 2025.. مفاجآت في البوري والبلطي

التأثير الاقتصادي على قطاع الاستزراع السمكي

مصر تعد واحدة من أكبر الدول المنتجة للأسماك في أفريقيا والشرق الأوسط، حيث يصل إنتاجها السنوي إلى أكثر من 2 مليون طن. لكن خسائر نفوق الأسماك قد تكون فادحة، خاصة في مزارع المياه المغلقة التي تعتمد على استثمار كثيف في الأعلاف والأدوية.

ارتفاع درجة الحرارة المفاجئ يمكن أن يؤدي إلى خسارة نسبة تتراوح بين 10% و30% من الإنتاج في بعض المزارع، وهو ما ينعكس على أسعار السوق النهائية. وفي حالة استمرار الموجات الحارة، قد يضطر المربون لزيادة الإنفاق على نظم التهوية وتبريد المياه للحفاظ على معدلات البقاء.

 جهود وزارة الزراعة للتصدي للظاهرة

وزارة الزراعة، ممثلة في جهاز حماية البحيرات وتنمية الثروة السمكية، أعلنت خطة عاجلة للتعامل مع موجات الحر، شملت:

  • إرسال فرق دعم فني للمزارع المتضررة لتقييم الوضع.
  • تقديم نصائح للمربين حول تقليل كثافة الأسماك خلال أشهر الصيف.
  • تشجيع استخدام نظم تهوية ميكانيكية لزيادة الأكسجين المذاب.
  • مراقبة جودة المياه بشكل يومي لضبط مستويات الأمونيا والملوحة.

كما شددت الوزارة على أهمية التوعية المسبقة، عبر نشر نشرات إرشادية قبل وأثناء مواسم الصيف، حتى يكون المربون مستعدين للتعامل مع أي تغير مفاجئ.

 الحلول العلمية والابتكارات

لمواجهة مخاطر نفوق الأسماك، ظهرت عدة حلول مبتكرة في العالم يمكن تطبيقها محليًا:

  1. أنظمة تبريد المياه باستخدام الطاقة الشمسية لتقليل درجات الحرارة في أحواض التربية.
  2. التربية في أقفاص عائمة بالمناطق الساحلية حيث يكون الماء أكثر برودة.
  3. التهوية الذكية باستخدام حساسات لمراقبة الأكسجين وضبط التهوية تلقائيًا.
  4. الاستزراع المختلط بين أنواع تتحمل الحرارة العالية وأنواع أخرى حساسة.

 الرؤية المستقبلية والتكيف مع التغير المناخي

تؤكد الدراسات أن موجات الحر ستصبح أكثر تكرارًا وشدة في السنوات المقبلة، ما يجعل التكيف ضرورة حتمية. الرؤية المستقبلية لقطاع الاستزراع السمكي في مصر يجب أن تشمل:

  • الاستثمار في أبحاث تطوير سلالات أسماك أكثر مقاومة للحرارة.
  • التوسع في استخدام نظم الاستزراع المائي المغلق التي تسمح بالتحكم الكامل في درجة الحرارة.
  • تعزيز التعاون الدولي لتبادل الخبرات في مواجهة الظواهر المناخية.

وفي النهاية، ورغم أن نفوق الأسماك قد يكون أمرًا طبيعيًا في ظل الظروف المناخية الحالية، إلا أن التخطيط الجيد والتبني المبكر للتقنيات الحديثة يمكن أن يحد بشكل كبير من حجم الخسائر ويحافظ على استدامة الإنتاج.

اقرأ أيضًا: سعر الذهب اليوم الخميس 7 أغسطس 2025.. قفزة مفاجئة في عيار 21 تُربك التوقعات

error: Content is protected !!