أصبحت الأنظار مسلطة على لاعب وسط بيراميدز محمود صابر، بعد مشاركته الملفتة في اللقاء الودي أمام الرجاء مطروح، الذي انتهى بانتصار عريض للسماوي بسداسية نظيفة. لكن ما زاد من حدة التركيز الإعلامي والجماهيري لم يكن النتيجة فحسب، بل تزامن الظهور مع تكثيف الحديث عن صفقة الزمالك المنتظرة التي من شأنها أن تُعيد هيكلة خط وسط الفارس الأبيض.
بينما يسابق الزمالك الزمن لإتمام تعاقدات حاسمة قبل انطلاق الموسم الجديد، يُطرح اسم محمود صابر كأحد الحلول الفنية القوية لتعويض رحيل محتمل أو تراجع مستوى بعض العناصر. نستعرض في هذا المقال تحليلًا متكاملًا لتأثير المباراة الأخيرة، السيناريوهات المتوقعة للصفقة، وقراءة موسعة في ما ينتظر الزمالك إن تمت الصفقة فعلًا.
هل كانت رسالة تكتيكية من بيراميدز؟
أظهر بيراميدز جاهزية واضحة قبل الموسم الجديد بتحقيق فوز ضخم أمام الرجاء مطروح. ورغم الطابع الودي للقاء، فإن اختيار اللاعبين الذين شاركوا في الشوط الثاني وعلى رأسهم محمود صابر، لم يكن عشوائيًا. يبدو أن الجهاز الفني أراد إظهار بعض الأسماء التي تدور حولها الأحاديث الإعلامية في سوق الانتقالات الصيفية.
تألق صابر في فترات لعبه، حتى وإن لم يُسجل، كان ملحوظًا على صعيد التمريرات القصيرة، الارتداد السريع، والتحكم في النسق الهجومين وبالتالي فإن إدماجه في لقاء يُسلط الضوء على أدائه، يعطي انطباعًا بأن بيراميدز أراد توصيل رسالة بأن اللاعب يستحق تقييمًا فنيًا وماليًا عادلًا إذا ما قرر الزمالك ضمه ضمن صفقة الزمالك المنتظرة.
قراءة في إمكانياته وتطوره منذ بدايته
محمود صابر ليس نجمًا إعلاميًا حتى الآن، لكنه لاعب يمتلك أدوات تجعله ركيزة في خط وسط أي فريق كبير. صاعد من أكاديمية موهوبة، وُلد عام 2001، وتم تصعيده تدريجيًا داخل فرق الشباب حتى فرض نفسه في الفريق الأول.
اللاعب يتميز بـ:
قوة بدنية مناسبة تجعله فعالًا في الالتحامات.
تمركز جيد، ووعي تكتيكي في مناطق الضغط.
قدرة على البناء من الخلف وتمريرات قصيرة آمنة.
التسديد من خارج المنطقة، وهو ما يحتاجه الزمالك كثيرًا في ظل ضعف الحلول البعيدة.
أرقام صابر ليست خارقة، لكنه من نوعية اللاعبين الذين يُبرزهم الاستقرار الفني، ويصبحون نواة للسيطرة في خط الوسط إذا ما أُتيحت لهم الثقة.
لماذا يبحث الزمالك عن لاعب مثل محمود صابر؟
في السنوات الأخيرة، عانى الزمالك من فقدان الاتزان في خط الوسط، خاصة مع كثرة التبديلات والتغيرات الفنية. بعد رحيل طارق حامد، وتذبذب أداء سيف فاروق جعفر، ظهرت فجوة واضحة في مركز لاعب المحور الذي يربط الدفاع بالهجوم.
وفي هذا السياق، يُمكن فهم أهمية صفقة الزمالك المنتظرة. فصابر:
لا يُكلف الزمالك رقمًا ضخمًا مقارنة بلاعبين أجانب.
صغير في السن ويمكن الاستثمار فيه مستقبلاً.
جاهز بدنيًا وفنيًا، وسبق له اللعب على ملاعب الدوري الممتاز.
اللاعب قد لا يكون الاسم الرنان، لكنه يشبه الصفقات الذكية التي تصنع الفارق بصمت.
أقرأ أيضًأ: صفقات الزمالك تعيد تجربة باريس سان جيرمان وتعلن ولادة فريق الأحلام في مصر
تفاصيل المفاوضات الجارية: تبادل أم شراء مباشر؟
المعلومات المتوفرة حاليًا تشير إلى أن المفاوضات بين الزمالك وبيراميدز مرنة لكنها دقيقة. نادي بيراميدز لا يُمانع في فتح باب الخروج لصابر، بشرط ألا تكون الصفقة مجرد صفقة تبادلية مجحفة.
التصورات المحتملة:
التبادل الجزئي: الزمالك يعرض لاعبين مثل ناصر ماهر أو حمدي علاء، مقابل ضم صابر.
الشراء المباشر: مع دفع مبلغ يتراوح بين 30 إلى 50 مليون جنيه.
الإعارة لموسم واحد: كحل وسط في حال لم تتوافق الرؤى حول القيمة السوقية.
في كل سيناريو، يظهر حرص الزمالك الكبير على حسم الأمر بسرعة لأن الجهاز الفني يُريد الاعتماد عليه خلال فترة الإعداد.
لماذا يُفكر في التخلي عن صابر؟
رغم قناعة الجهاز الفني في بيراميدز بإمكانيات صابر، إلا أن كثرة اللاعبين في نفس المركز، وعودة بعض المعارين، دفعت الإدارة للتفكير في خلق توازن مالي وفني. إضافة إلى ذلك، فإن الفريق يعتمد بشكل أكبر على عناصر ذات خبرة إفريقية في المنافسات القارية.
من جهة أخرى، فإن منح اللاعب فرصة أكبر في نادٍ مثل الزمالك، قد يُعزز من قيمته مستقبلًا، وهو ما يخدم بيراميدز إن احتفظ بنسبة إعادة بيع لاحقة.
متى تحسم صفقة الزمالك المنتظرة؟ قراءة في السيناريو الأقرب
إذا استمرت الأمور بالوتيرة الحالية، فإن إتمام الصفقة قد يتم خلال أيام، وربما قبل نهاية الأسبوع الحالي. الزمالك يدرك أنه بحاجة لغلق ملفات التدعيم مبكرًا لإعطاء فرصة للجهاز الفني لوضع بصمته.
الأمر الذي يُرجّح الحسم السريع:
استعداد بيراميدز للتفاوض الجاد.
رغبة اللاعب في التواجد بنادٍ جماهيري كبير.
ضغط الجماهير البيضاء من أجل رؤية صفقات جديدة.
كل هذه العوامل تجعلنا نقول إن صفقة الزمالك المنتظرة ربما تُعلن رسميًا قبل انطلاق أول مباراة ودية للفريق الأبيض.
في النهاية
التعاقد مع محمود صابر لن يُحل كل مشاكل الزمالك، لكنه بالتأكيد خطوة ذكية نحو الترميم التدريجي لخط الوسط. في الوقت الذي يُنفق فيه المنافسون الملايين على أسماء كبيرة، يتخذ الزمالك طريق “النوعية المناسبة”، والتي غالبًا ما تثبت فاعليتها في الدوريات القوية.
في النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل يحسن الزمالك استثمار هذه الفرصة وإعطاء اللاعب المساحة الكافية ليصبح حجر الأساس في بناء وسط جديد؟ الأيام القادمة وحدها تحمل الإجابة، لكن كل المؤشرات تشير إلى أن صفقة الزمالك المنتظرة قد تكون الخطوة الأكثر اتزانًا في ميركاتو الفريق هذا الصيف.
أقرا أيضًا: الزمالك يحقق الحلم أحمد شريف يعيش لحظة الطفولة أخيرًا