وزير الأوقاف يحسم الملف لا تهاون بعد اليوم مع المقصرين

وزير الأوقاف، الدكتور أسامة الأزهري، يواصل إحكام قبضته الإدارية لمتابعة سير العمل الدعوي والإداري في مختلف المديريات الإقليمية بمصر، مؤكداً أن المرحلة الحالية تتطلب أعلى درجات الانضباط والتفاني في العمل. تأتي هذه التحركات في ظل تصاعد التحديات الفكرية والاجتماعية، مما دفع وزير الأوقاف لتطبيق سياسة الثواب والعقاب بصرامة غير مسبوقة. المقال التالي يسلط الضوء على تفاصيل الاجتماع، ويتناول محاور التطوير، والدور المتوقع من الأئمة والدعاة، وأبعاد القرار الإداري، وتداعياته على القطاع الدعوي.

وزير الأوقاف يحسم الملف لا تهاون بعد اليوم مع المقصرين

الاجتماع الدوري لوزير الأوقاف رقمنة المتابعة ورفع الكفاءة الميدانية

عقد وزير الأوقاف اجتماعًا عبر تقنية الاتصال المرئي مع مديري المديريات، ضمن خطة الوزارة لتطوير أدوات المتابعة الميدانية باستخدام الوسائل الرقمية. تهدف هذه الاجتماعات إلى إتاحة مساحة تفاعلية لعرض أبرز التحديات المحلية في كل محافظة، وتقديم حلول مخصصة لكل مديرية.

تشير مصادر مطلعة داخل الوزارة إلى أن الاجتماع الأخير ركز على مؤشرات أداء المديريات الإقليمية، وتم تقييم معدلات الانتظام في الأنشطة الدعوية، والالتزام بالمحاضرات الأسبوعية، وعدد المبادرات المجتمعية التي شارك فيها الأئمة.

كما تم استعراض تقارير تفصيلية حول نسب الإنجاز في البرامج التدريبية التي أطلقتها الوزارة في النصف الأول من 2025، والتي شملت 14 محافظة، بمشاركة أكثر من 1600 إمام وخطيب، في دورات تتناول الخطاب الوسطي ومهارات التواصل الجماهيري.

لا تهاون مع المقصرين مرحلة الحسم الإداري في وزارة الأوقاف

أوضح وزير الأوقاف أن الوزارة بصدد تفعيل منظومة المتابعة الإدارية الذكية، وربط الأداء الفعلي للأئمة والدعاة بتقارير زمنية دقيقة، بهدف رصد أي تراجع أو إهمال في المهام الدعوية.

  وزارة الأوقاف توفر قروض حسنة لجميع للعاملين وأصحاب المعاشات بالدولة بدون فوائد

وتم بالفعل خلال الشهر الماضي اتخاذ قرارات بإعفاء 17 مسؤولًا إداريًا من مناصبهم بسبب التقصير في أداء الواجبات، مع إحالة 12 آخرين إلى التحقيق الإداري. هذه الإجراءات تأتي ضمن رؤية وزارة الأوقاف لإرساء ثقافة الالتزام والجدية، وتحقيق العدالة بين العاملين عبر سياسة الثواب والعقاب.

وفي خطوة جديدة، كشف الوزير عن نية الوزارة إطلاق تطبيق داخلي خاص بالأئمة، يمكنهم من خلاله تقديم تقاريرهم الأسبوعية، ومتابعة تقييم الأداء، والمشاركة في الاستبيانات الدورية لقياس رضا الجمهور عن الخطاب الديني.

تكريم المجتهدين دعم متكامل للأئمة النموذجيين

لم يغفل وزير الأوقاف الجانب الإيجابي في منظومة العمل، حيث أكد أن الوزارة تسعى إلى تكريم النماذج المضيئة من الأئمة الذين يقدمون أداءً متميزًا في الخطاب الديني وخدمة المجتمع.

وشهد الشهر الماضي إطلاق مبادرة “الإمام القدوة”، التي تهدف إلى تسليط الضوء على قصص نجاح الأئمة في التصدي للأفكار المتطرفة، ودورهم في تعزيز قيم التسامح والانتماء. وقد تم تكريم 22 إمامًا في احتفالية رسمية نظمتها الوزارة في مقر أكاديمية الأوقاف الدولية.

وأعلنت الوزارة عن مضاعفة قيمة المكافآت الشهرية للأئمة المتفوقين، وإتاحة منح دراسية داخلية في مجالات علم النفس والاجتماع والاتصال الجماهيري، بهدف صقل قدراتهم وتوسيع مداركهم الفكرية.

أقرأ أيضًأ: إرشادات السفر للعمل تعرف ما ينتظرك في السعودية والإمارات وقطر والكويت وإيطاليا؟

الأوقاف والذكاء الاصطناعي عصر جديد من الإدارة الدينية

في تطور لافت، كشف وزير الأوقاف عن دخول الوزارة في شراكة مع المركز القومي للذكاء الاصطناعي، بهدف تطوير أدوات تحليل الخطاب الديني وتقييم مستوى التفاعل مع الجمهور.

من خلال هذه الشراكة، سيتم تحليل محتوى الخطب والدروس الدينية المنقولة عبر منصات التواصل، ومقارنتها بالخطط الدعوية المركزية. كما ستتيح التقنية إمكانية رصد النبرة العامة للخطاب، ومدى توافقه مع توجهات الوزارة في ترسيخ الوسطية.

  الدليل الشامل للاستثمار الناجح في سوق الأسهم الإماراتية

التحول الرقمي يمتد أيضًا إلى إنشاء قاعدة بيانات موحدة تشمل ملفات جميع الأئمة والدعاة، وتتضمن مؤهلاتهم، وخبراتهم، وتقييماتهم الدورية، مما يتيح للوزارة اتخاذ قرارات موضوعية في الترقية أو التحفيز أو النقل.

التحديات الراهنة أمام وزارة الأوقاف في ظل المتغيرات الفكرية

تواجه وزارة الأوقاف تحديات متزايدة في ظل تنامي التأثير الرقمي على عقول الشباب، وانتشار منصات البث المفتوح التي قد تقدم خطابات دينية متشددة أو غير منضبطة. في هذا السياق، شدد وزير الأوقاف على أهمية التفاعل الميداني والافتراضي مع قضايا المجتمع، وبناء خطاب ديني يتسم بالحيوية والعقلانية.

وأكدت تقارير صادرة عن المركز الإعلامي للوزارة أن نحو 43% من الشباب المصريين يعتمدون على الإنترنت كمصدر أساسي للمعلومة الدينية، وهو ما يتطلب وجودًا دعويًا مؤثرًا في الفضاء الرقمي.

لذلك، تم تكليف وحدة الإعلام الديني بالوزارة بإعداد خطة للتوسع في إنتاج المحتوى المرئي والمسموع، وتكثيف الحضور في منصات مثل يوتيوب وتيك توك، إضافة إلى تطوير تطبيقات الهاتف الذكي الخاصة بالمحتوى الدعوي.

مستقبل الخطاب الديني نحو خطاب عصري يواكب تحولات المجتمع

في ضوء الاجتماع الأخير، بات من الواضح أن وزارة الأوقاف تتجه إلى إعادة رسم معالم الخطاب الديني ليواكب تطورات العصر ومتغيرات المجتمع. وقد صرح وزير الأوقاف بأن الوزارة تعكف حاليًا على إعداد دليل استرشادي جديد للخطباء يتضمن محاور فكرية واجتماعية تلائم واقع الشباب والأسرة.

ومن أبرز ملامح هذا التوجه، التركيز على قضايا مثل المواطنة، والوعي الوطني، ومواجهة الشائعات، إلى جانب مفاهيم التنمية الذاتية والتكافل الاجتماعي. ومن المقرر بدء تطبيق النموذج الجديد تجريبيًا في خمس محافظات، بدءًا من أغسطس المقبل.

في النهاية 

يظهر أن وزير الأوقاف عازم على إحداث نقلة نوعية في بنية العمل الدعوي، عبر الدمج بين الأسلوب العلمي والتقني، والاستفادة من النماذج الناجحة، وفرض الانضباط الصارم كشرط أساسي للاستمرار في المنظومة. هذا التوجه يضع وزارة الأوقاف في مقدمة المؤسسات الدينية التي تسعى لبناء وعي وطني جامع، يواكب تحديات المرحلة، ويؤسس لخطاب ديني مستنير وعصري.

  قوافل دعوية من الأوقاف تجوب محافظات مصر لنشر التوعية الدينية

أقرأ أيضًأ: شراكة مصر وإسبانيا تتوسع في بروكسل وسط تطورات غزة والسودان، هل تُرسم ملامح السلام؟