الرئيسيةمال وأعمالقدرة ترامب على إرساء السلام هل ينجح في كسب ثقة مصر والعالم؟

قدرة ترامب على إرساء السلام هل ينجح في كسب ثقة مصر والعالم؟

قدرة ترامب على إرساء السلام.. هل ينجح في كسب ثقة مصر والعالم؟

في مشهد عالمي تتسارع فيه الأحداث وتتداخل فيه الأزمات الجيوسياسية، برز مجددًا اسم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كلاعب مؤثر على الساحة الدولية. تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأخيرة، التي أبدى فيها ثقته في قدرة ترامب على حل الأزمات العالمية وإرساء السلام، فتحت بابًا واسعًا للنقاش حول عودة محتملة للدور الأمريكي الفعال في النزاعات الدولية. فهل يملك ترامب بالفعل المفاتيح اللازمة لحل مشاكل معقدة مثل الحرب في أوكرانيا، النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، أو أزمة سد النهضة؟ وهل ستترجم هذه الثقة المصرية إلى تعاون حقيقي على الأرض؟ في هذا المقال، نرصد أبرز محاور المشهد العالمي الحالي في ضوء قدرة ترامب على إحداث فارق، ونتناول وجهات نظر دولية وإقليمية بشأن هذا الملف الساخن.

تقييم عالمي لعودة ترامب المحتملة وتأثيرها على ملفات السلام

عودة دونالد ترامب إلى المشهد السياسي سواء عبر الترشح للرئاسة أو من خلال نشاطه الإعلامي والسياسي، تثير تباينًا واضحًا في ردود الأفعال الدولية. فبينما ترى بعض الدول أن قدرة ترامب على التفاوض من موقع القوة قد تكون مدخلًا لتسويات حاسمة، يعتبره آخرون شخصية غير تقليدية يصعب التنبؤ بتصرفاتها.

في استطلاع حديث أجرته مؤسسة YouGov في يونيو 2025، أعرب أكثر من 60% من المشاركين الأمريكيين عن اعتقادهم بأن ترامب قد يكون أكثر حسمًا من إدارة بايدن في الملفات الخارجية الحساسة، لاسيما ملف أوكرانيا والصين. وعلى الصعيد الدولي، أبدت إسرائيل وبعض القوى الإقليمية ترحيبًا بتحركاته الدبلوماسية، في حين أبدت ألمانيا وفرنسا تحفظًا خشية التوجهات الأحادية التي اتسمت بها فترته السابقة.

وبالنسبة لمصر، فإن إعلان السيسي دعم قدرة ترامب جاء في سياق استباقي، يعكس رغبة القاهرة في بناء تحالفات استراتيجية مع صناع القرار المحتملين في واشنطن، خصوصًا في ظل تحديات مائية وأمنية ملحة.

 اختبار واقعي لقدرة ترامب على إيقاف الحروب

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، لم تتوقف المساعي الغربية لاحتواء الصراع دون جدوى ملموسة. ومع تراجع الدعم العسكري الأوروبي، وبروز دعوات أمريكية لخفض الإنفاق الدفاعي، يُنظر إلى قدرة ترامب كفرصة لإعادة هيكلة المبادرة الغربية.

خلال حملته الانتخابية لعام 2024، صرح ترامب بأنه كان بإمكانه إنهاء الحرب في أوكرانيا في غضون 24 ساعة عبر «صفقة كبرى» مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. هذه التصريحات أعادت للأذهان لقاءات سابقة بين الزعيمين، وخلقت جدلًا واسعًا حول مدى قدرة الرئيس الأمريكي السابق على إقناع موسكو بالانسحاب أو التهدئة.

وبينما يشكك محللون في إمكانية تطبيق ذلك عمليًا، تؤكد تقارير من مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي أن أي مبادرة سلام أمريكية تحت قيادة ترامب ستكون ذات طابع واقعي، وتقوم على تقاسم النفوذ وضمانات أمنية مباشرة.

أقرًا أيضًأ: أسعار الدولار اليوم الإثنين 14 يوليو 2025 أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية

 هل يعود ترامب بخطة “القرن” المعدلة؟

واحدة من أكثر الملفات حساسية هي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي عاد للاشتعال في 2024 بعد تصاعد الاشتباكات في غزة والضفة. ترامب، الذي أطلق ما عرف بـ”صفقة القرن” في ولايته السابقة، يعتبر من أكثر الرؤساء الأمريكيين انحيازًا لإسرائيل من وجهة نظر الفلسطينيين، بينما ترى تل أبيب أنه شريك موثوق.

لكن المثير للاهتمام هو ما نقلته صحيفة Jerusalem Post في مايو 2025، حول نية ترامب تقديم خطة معدلة تشمل اعترافًا بدولة فلسطينية منزوعة السلاح مقابل تطبيع عربي موسع مع إسرائيل. وبحسب التسريبات، تتضمن الخطة دعمًا اقتصاديًا ضخمًا للفلسطينيين برعاية خليجية.

في هذا السياق، تأتي تصريحات السيسي حول قدرة ترامب لتسليط الضوء على احتمالية أن تلعب مصر دور الوسيط المحوري في مبادرة جديدة تقود إلى تهدئة طويلة الأمد، في حال قُدر لترامب العودة للبيت الأبيض.

أزمة سد النهضة هل تنجح قدرة ترامب في إحياء الوساطة؟

من بين الأزمات التي أشار إليها الرئيس السيسي في تدوينته، برزت قضية سد النهضة كملف استراتيجي يمس الأمن القومي المصري. فقد كان لترامب دور سابق عام 2020 في دعم مفاوضات ثلاثية برعاية وزارة الخزانة الأمريكية، انتهت بصياغة وثيقة رفضتها إثيوبيا.

اليوم، ومع تفاقم المخاوف المصرية من ملء وتشغيل السد بدون اتفاق ملزم، تعوّل القاهرة على قدرة ترامب في الضغط على أديس أبابا واستعادة المفاوضات وفق إطار قانوني يضمن حقوق مصر المائية.

ويرى خبراء في معهد الشرق الأوسط بواشنطن أن ترامب قد يلجأ إلى آليات اقتصادية مثل فرض قيود على التمويل الدولي لإثيوبيا في حال لم تظهر مرونة، خاصة أن نفوذه في مؤسسات التمويل الأمريكية لا يزال مؤثرًا.

أفريقيا والسياسة الأمريكية الجديدة: هل يتغير المشهد؟

تاريخيًا، لم تحظَ القارة الإفريقية بأولوية كبيرة في أجندات السياسة الخارجية الأمريكية، لكن التنافس الصيني الروسي في القارة دفع الولايات المتحدة لإعادة النظر في علاقاتها. وإذا عاد ترامب إلى السلطة، فإن قدرته على إعادة توجيه البوصلة نحو أفريقيا ستكون محط أنظار دول كثيرة.

مصر، كدولة إفريقية محورية، ترغب في تعزيز دور واشنطن في ملفات القارة الأمنية والاقتصادية، لاسيما في ليبيا والساحل والصحراء. وتشير تقارير مجلس الأمن القومي الأمريكي أن ترامب يخطط لإطلاق “مبادرة إفريقيا أولًا”، تشمل دعم مشاريع بنية تحتية استراتيجية ومكافحة الإرهاب.

 قدرة ترامب بين التحديات والفرص

من الواضح أن قدرة ترامب على إرساء السلام والاستقرار لا يمكن فصلها عن توازنات معقدة وتشابكات إقليمية ودولية. لكن الثقة المصرية به تكشف عن أمل في كسر الجمود الدبلوماسي الذي هيمن على الملفات الكبرى، من أوكرانيا إلى سد النهضة.

في النهاية

سواء عاد ترامب رسميًا إلى السلطة أم لا، فإن تأثيره في السياسات الدولية لا يزال حاضرًا بقوة، وقدرة ترامب على التأثير مرهونة بمدى استعداده للتفاوض من منطلق القوة لا الإملاء، وبالشراكة مع قوى إقليمية مثل مصر، التي باتت تلعب دورًا أكثر حيوية في النظام العالمي المتحول.

أقرًا أيضًأ:هل تنجح خطة الحكومة في تقليل قطع الكهرباء صيفًا رغم ذروة الاستهلاك؟

اترك تعليقاً

error: Content is protected !!