الرئيسيةأخبار المجتمعمنير فخري عبد النور يفاجئ الجميع: ‘السلطة صعبة والمعارضة نكد!’ – اعترافات خطيرة لشخصية سياسية

منير فخري عبد النور يفاجئ الجميع: ‘السلطة صعبة والمعارضة نكد!’ – اعترافات خطيرة لشخصية سياسية

منير فخري عبد النور يفاجئ الجميع 'السلطة صعبة والمعارضة نكد!' - اعترافات خطيرة لشخصية سياسية

يعود المفكر والسياسي المخضرم منير فخري عبد النور إلى المشهد الإعلامي والتفاعلي بقوة، من خلال تصريحات غير معتادة كشفت جانبًا غير معلن من تجربته السياسية الغنية، حين قال بصراحة لافتة إن “السلطة صعبة، والمعارضة نكد”. في زمن تتداخل فيه الأدوار وتتسارع فيه المواقف، تأتي كلمات عبد النور لتفتح أبوابًا من الأسئلة حول عمق تجربته، والمفارقات التي عايشها بين البرلمان والوزارة، بين صفوف المعارضة ودوائر صناعة القرار.

ينتمي منير فخري عبد النور لمدرسة سياسية واقعية صقلها العمل النيابي من جهة، والممارسة التنفيذية من جهة أخرى، حيث شغل منصب وزير السياحة ثم الصناعة والتجارة، وكان قياديًا بارزًا في حزب الوفد، وعضوًا بارزًا في لجان وضع السياسات الاقتصادية. في هذا المقال، نغوص أعمق في تحليل خلفيات تصريحاته، ونقارن بين الأبعاد التي عاشها داخل المعارضة وخارجها، مع تقديم رؤى وأبعاد جديدة لم يُكشف عنها في الحوار التلفزيوني الشهير الذي أشعل هذه التصريحات مؤخرًا.

التحول من برلماني معارض إلى وزير تنفيذي

لم تكن تجربة منير فخري عبد النور مجرد تنقل بين المناصب، بل كانت رحلة فكرية وسياسية تحمل مفارقات عميقة بين ممارسة المعارضة وممارسة الحكم. فعندما كان نائبًا معارضًا تحت قبة البرلمان، كانت وظيفته الأولى هي الرقابة والتشكيك والتصحيح، وهي أدوار يمكن أن يمارسها السياسي دون قيود تنفيذية مباشرة. لكن التحول إلى وزير يعني مواجهة الملفات والقرارات التي لا تقبل التأجيل، والتفاعل مع الواقع بصورته المعقدة.

في البرلمان، يُتاح للنائب مساحة كبرى للتصريح، للتساؤل، وللضغط على السلطة دون التزامات تنفيذية أو انعكاسات مباشرة. أما في الوزارة، فإن المسؤول يُحاسب يوميًا على قراراته، بل وتُرصد أخطاؤه بشكل صارم. هذا التحول الجوهري هو ما دفع عبد النور للقول صراحة إن “المعارضة أسهل من الحكم”، في إشارة إلى حجم المسؤولية اليومي الذي يتطلب قرارات شجاعة، حتى وإن لم تُرضِ جميع الأطراف.

وقد أشار محللون سياسيون إلى أن هذا النوع من التصريحات لا يصدر إلا عن مسؤول خاض التجربة فعلاً وتحمّل نتائج قراراته. وتشير تقارير من أرشيف وزارة السياحة في عام 2011 إلى أن الوزير عبد النور واجه تحديات ضخمة، منها إعادة هيكلة السياحة بعد ثورة يناير، وتحقيق توازن بين الحفاظ على الأمن والحرية، وهي ملفات لم تكن تحظى بدعم واسع من الجميع، بل تطلّبت قرارات جدلية.

المشهد السياسي وقت ترشحه

من أبرز ما يكشف عن عقلية سياسية شجاعة لدى منير فخري عبد النور، كان قراره خوض الانتخابات النيابية في دائرة ذات أغلبية مسلمة في التسعينات، في وقت كانت فيه التيارات المتشددة تهيمن على الخطاب السياسي والاجتماعي، وكان المناخ مشبعًا بالتوترات الطائفية.

ترشّح عبد النور عام 1995 بدائرة العباسية، المعروفة بتنوعها واحتوائها على تركيبة اجتماعية متعددة. ولكن آنذاك، كانت التيارات السلفية والإخوانية في أوج نشاطها الدعائي، ما جعل فرص مرشح قبطي عن حزب الوفد المعارض شبه مستحيلة. ومع ذلك، فاز عبد النور بالمقعد، متحديًا ما وصفه البعض بـ”النمط الانتخابي التقليدي”.

يرى مراقبون أن هذه التجربة السياسية عززت من مكانة منير فخري عبد النور كمفكر سياسي قبل أن يكون برلمانيًا. حيث اعتمد على خطاب سياسي يركز على الدولة المدنية، والعدالة الاجتماعية، والحقوق الدستورية، وهو ما ساهم في كسب دعم شريحة كبيرة من الناخبين خارج الاصطفافات الدينية.

يُذكر أن تقارير من مركز “كارنيغي للشرق الأوسط” آنذاك وصفت فوزه بـ”الرمزي للغاية”، لما حمله من دلالات على تغيرات طفيفة في المزاج العام المصري، رغم استمرار هيمنة الحزب الوطني آنذاك. كما أشار باحثون في دراسات حديثة إلى أن هذه الانتخابات كانت نقطة انعطاف في مسيرة الوفد، حيث أثبتت إمكانية وجود قوة مدنية مستقلة تخرق المألوف السياسي حتى في أقسى الظروف.

مسؤولية القرار التنفيذي والضغط الشعبي

بعد الانتقال من البرلمان إلى وزارة السياحة، ثم لاحقًا إلى وزارة الصناعة والتجارة، دخل منير فخري عبد النور منطقة جديدة مليئة بالتعقيد السياسي والإداري. القرارات الوزارية لا تكتفي بالتنظير، بل تفرض تدخلًا مباشرًا في مصالح الملايين، مما يتطلب حسابات دقيقة.

خلال فترة توليه وزارة السياحة في 2011، واجه عبد النور أزمة انهيار قطاع السياحة بسبب تداعيات الثورة، وكان عليه إعادة الثقة الدولية في المقصد السياحي المصري. وفقًا لتقارير هيئة تنشيط السياحة حينها، انخفض عدد السياح بنسبة تجاوزت 60% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من توليه المنصب، ما دفعه إلى إطلاق حملات مكثفة للترويج الخارجي، خاصة في السوق الأوروبية.

ورغم الانتقادات، نجح منير فخري عبد النور في عقد شراكات سريعة مع مؤسسات طيران كبرى مثل “تومسون” و”أليطاليا”، وتحقيق نسب تعافٍ محدودة بداية من 2012، بحسب بيانات وزارة السياحة المنشورة وقتها.

وفي وزارة التجارة لاحقًا، كان أمامه تحدي جذب الاستثمار الأجنبي وسط اضطراب سياسي. ركّز على الإصلاحات التشريعية ومحاولة تقليل عجز الميزان التجاري، وشارك في وضع مسودة قانون التراخيص الصناعية الجديد، رغم المقاومة البيروقراطية الشرسة داخل الجهاز الإداري. وصرح عبد النور لاحقًا في ندوة نظمها “المنتدى المصري للدراسات” أن “أصعب قرار وزاري هو ذاك الذي يرضي فئة ويُغضب أخرى”.

الوزير ليس فقط مسؤولًا عن تنفيذ سياسات، بل أيضًا عن تبعاتها الاجتماعية، ما يجعله في صراع مستمر بين “ما يجب” و”ما يمكن”.

اقرأ أيضاً: موعد انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز 2026.. هل نشهد بداية نارية لموسم الأحلام؟

 كيف تعامل عبد النور مع الكاميرا؟

واحدة من أبرز جوانب شخصية منير فخري عبد النور هي قدرته على مخاطبة الجمهور بثقة ووضوح. فبخلاف كثير من السياسيين، لم يكن يظهر بتصريحات نمطية مكررة، بل كان حريصًا على إيصال أفكاره ببساطة وشفافية، سواء في المؤتمرات أو عبر الإعلام.

في لقاءاته على الفضائيات، لا سيما خلال فترة التوترات السياسية بعد ثورة يناير، استطاع أن يحافظ على خط سياسي متوازن، بعيدًا عن الاستقطاب الحاد. وقد لُوحظ أن تصريحاته في بعض البرامج الحوارية مثل “مصر النهارده” أو “العاشرة مساءً” كانت محط تحليل وتعليق في الصحافة، حيث طرح خلالها رؤى إصلاحية تتعلق بالاقتصاد والتعليم والعدالة الاجتماعية.

ما يميز منير فخري عبد النور أنه لم يكن يتجنب الأسئلة الصعبة، بل كثيرًا ما كان يواجهها بهدوء وتحليل عميق. هذا النوع من التواصل زاد من شعبيته بين طبقات متعلمة وفئات من الشباب الذين يرفضون الخطاب الخشبي.

صحفيون كبار مثل عماد الدين أديب ووائل الإبراشي وصفوا أسلوبه بـ”الواقعي المتسامح”، ما منح له مكانة متميزة بين النخبة السياسية في مصر، وأضفى على ظهوره الإعلامي مصداقية سياسية فريدة.

العلاقة مع حزب الوفد

لا يمكن الحديث عن منير فخري عبد النور دون الإشارة إلى علاقته التاريخية بحزب الوفد، الحزب الذي يمثل المدرسة الليبرالية في السياسة المصرية. بدأ نشاطه من خلاله، وكان ناطقًا باسم المعارضة الوفدية داخل البرلمان، بل وتولى لاحقًا رئاسة الهيئة البرلمانية للحزب.

لكن العلاقة لم تكن دائمًا سلسة؛ فخلال مراحل مختلفة، خاض عبد النور مواجهات فكرية داخلية حول أولويات الحزب. في حوارات مع “الشروق” و”المصري اليوم”، تحدث عن خلافه مع بعض قيادات الحزب بشأن ملف التحالفات السياسية، لا سيما خلال فترة ما بعد الثورة.

ورغم هذه التوترات، حافظ عبد النور على عضويته الوفدية وأصرّ على أن الحزب يجب أن يظل بيتًا جامعًا للتيار المدني. وقد أكد في أكثر من مناسبة أن الليبرالية التي يؤمن بها لا تتعارض مع الهوية الوطنية، بل تدعمها من خلال العدالة والتعددية واحترام القانون.

يُعتبر عبد النور من القلائل الذين مثّلوا جسراً بين الجيل المؤسس القديم لحزب الوفد والجيل الحديث، مقدّماً نموذجاً لسياسي يستطيع أن يوازن بين المبادئ والبراغماتية السياسية.

ما الذي يمكن أن نتعلمه من تجربة منير فخري عبد النور؟

الخبرة التي قدّمها منير فخري عبد النور تتجاوز مجرد المناصب أو التصريحات. بل تقدم دروسًا عملية حول مفاهيم معقدة كالمعارضة البناءة، والإدارة التنفيذية، والمسؤولية الاجتماعية.

أول هذه الدروس أن المعارضة ليست ترفًا سياسيًا، بل دور وطني له أسس ومنهج. وثانيها أن تولي المنصب التنفيذي يتطلب رؤية لا تقف عند حدود البرامج، بل تمتد للتعامل مع الواقع بكل ما فيه من تضارب مصالح وضغوط. وثالثها، وهو الأهم، أن الشفافية في قول الحقيقة — حتى لو كانت موجعة — هي مفتاح الثقة السياسية.

تشير تقارير تحليلية من “معهد الشرق الأوسط” إلى أن شخصيات مثل عبد النور نادرة في الساحة المصرية، كونها جمعت بين الانتماء السياسي والخبرة الإدارية والتواصل الشعبي. وفي ظل الحديث المستمر عن الحاجة لتجديد الخطاب السياسي، تمثل تجارب أمثال عبد النور مرجعية ناضجة لصناعة قادة جدد.

جدول مقارنة بين المعارضة والمنصب التنفيذي في تجربة عبد النور

المعياركنائب معارضكوزير في الحكومة
نوع القراراترفض/تأييد مع توجيه النقداتخاذ قرارات تؤثر على المواطنين مباشرة
مدى التأثير المباشرمحدود غالبًا ويحتاج توافقتأثير مباشر وفوري في السياسات العامة
الدعم السياسيتحالف مع أحزاب المعارضةغالبًا يعتمد على دعم القيادة التنفيذية
الهجوم الإعلاميأقل، ويظهر كناقدأكثر عرضة للانتقاد عند كل قرار
أدوات التأثيرالاستجوابات والمداخلات البرلمانيةاللوائح الوزارية والقرارات التنفيذية

اقرأ أيضا: هل تنجح خطة الحكومة في تقليل قطع الكهرباء صيفًا رغم ذروة الاستهلاك؟

error: Content is protected !!