عودة ستيفانو بيولي إلى فيورنتينا.. هل يشعل صراع الكالتشيو من جديد؟

 في خطوة أثارت اهتمام المتابعين داخل وخارج إيطاليا، أعلن نادي فيورنتينا عن عودة ستيفانو بيولي لقيادة الفريق الأول لكرة القدم، في موسم 2025-2026، بعقد يمتد حتى صيف 2028. هذه العودة تعيد إلى الأذهان مرحلة سابقة للمدرب مع الفيولا، لكن الأهم من ذلك أنها تضع كثيراً من علامات الاستفهام حول مستقبل الفريق في ظل تنافسية الدوري الإيطالي وتصاعد طموحات الأندية الكبرى. فهل ستكون عودة ستيفانو بيولي نقطة تحول في مسيرة فيورنتينا؟ وهل ينجح في إعادة الفريق إلى مصاف الكبار في الكالتشيو؟

بيولي وفيورنتينا.. تجربة أولى وتحدٍ جديد

تولى ستيفانو بيولي قيادة فيورنتينا لأول مرة في موسم 2017 واستمر حتى أبريل 2019، محققاً توازناً فنياً جعل الفريق آنذاك منافساً شرساً في منتصف جدول الترتيب. خلال تلك الفترة، حقق مع الفريق نتائج مميزة أبرزها الوصول لنصف نهائي كأس إيطاليا 2019، لكنه استقال بسبب خلافات مع الإدارة.

عودة ستيفانو بيولي الآن تأتي بعد تجربة قوية مع ميلان، حيث توج بلقب الدوري الإيطالي في موسم 2021-2022، وأثبت قدراته في إعادة بناء الفرق فنياً ونفسياً. إن هذا السجل يجعل منه رهاناً منطقياً لإدارة فيورنتينا التي تسعى لتحقيق قفزة نوعية.

إحصائيًا، يمتلك بيولي معدل فوز تجاوز 50% مع ميلان، وحقق سلسلة انتصارات في دوري الأبطال مع فريق شاب نسبيًا. هذه الخلفية تعزز من إمكانية نجاحه في قيادة مشروع طويل الأمد مع فيورنتينا.

أسباب اختيار فيورنتينا لبيولي مجددًا

قرار إدارة فيورنتينا بالتعاقد مع ستيفانو بيولي مجددًا لم يكن محض صدفة أو مدفوعًا بالعاطفة، بل جاء في إطار استراتيجية واضحة للعودة للمنافسة الأوروبية.

عدة عوامل ساهمت في هذه الخطوة:

• الخبرة الكبيرة في الكالتشيو: بيولي يعرف تفاصيل الدوري الإيطالي، ويجيد التعامل مع الأندية متوسطة الميزانية.
• التوازن التكتيكي: يعتمد على نظام 4-2-3-1 أو 4-3-3، ما يمنح الفريق مرونة كبيرة.
• الانضباط الشخصي: يُعرف عنه إدارة غرفة الملابس بصرامة وتفاهم، وهو ما يحتاجه فيورنتينا بعد مواسم من التذبذب.
• التجربة السعودية القصيرة: رغم رحيله عن النصر السعودي في وقت قصير، إلا أنه أضاف لرصيده تجربة في إدارة النجوم تحت ضغوط الجماهير الكبيرة.

أقرًا أيضًا: أحمد عبدالقادر إلى الدوري السعودي بعد عرض المليون دولار يغير كل الحسابات

تقييم مسيرة بيولي بعد الرحيل عن ميلان والنصر

بعد رحيله عن ميلان، تعاقد ستيفانو بيولي مع نادي النصر السعودي في موسم 2024، لكن التجربة لم تستمر أكثر من موسم، رغم بدايته القوية. واجه بيولي تحديات عديدة، أبرزها التوفيق بين النجوم الكبار وتنوع الجنسيات، بالإضافة إلى الضغوط الجماهيرية العالية.

لكن ما يُحسب له أنه نجح في تثبيت الفريق ضمن الثلاثة الأوائل في دوري روشن، مع تحسين معدلات تسجيل الأهداف بنسبة 17% مقارنة بالموسم السابق. في المجمل، لم يكن الخروج من النصر فشلاً بقدر ما كان تجربة غنية أكسبته مزيدًا من المرونة في إدارة الفرق.

هذه التجربة قد تكون مفيدة في التعامل مع غرفة ملابس فيورنتينا التي تضم عدداً من الأسماء الصاعدة والتي تحتاج للتوجيه والدعم.

مستقبل فيورنتينا تحت قيادة ستيفانو بيولي

مع توقيع عقد يمتد حتى 2028، تبدو إدارة فيورنتينا ملتزمة بمشروع طويل الأمد بقيادة بيولي. التوقعات الأولية تشير إلى نية الإدارة إحداث ثورة فنية تشمل:

• تدعيم خط الهجوم: بعد رحيل نيكو غونزاليس المحتمل، تبحث الإدارة عن جناح هداف.
• الاعتماد على الأكاديمية: بيولي لديه سجل ناجح في تطوير الشباب كما فعل مع تونالي ودي كيتيلاري في ميلان.
• العودة للمنافسات الأوروبية: أحد الأهداف الرئيسية هو التأهل إلى الدوري الأوروبي في أول موسمين.

المحللون يرون أن عودة ستيفانو بيولي تمنح الفريق استقراراً فنياً نادراً ما توفره التغييرات المتكررة في الأجهزة الفنية.

أبرز التحديات التي قد تواجه بيولي

رغم كل الإيجابيات، فإن التحديات حاضرة بقوة:

• سوق الانتقالات المحدود: فيورنتينا لا يملك نفس ميزانيات الإنتر أو اليوفي.
• الضغط الجماهيري: جماهير الفيولا لا ترضى بأقل من المنافسة على المراكز الأوروبية.
• الاستمرارية الدفاعية: يعاني الفريق منذ سنوات من ثغرات في العمق الدفاعي.

لذلك سيكون على بيولي تحقيق توازن دقيق بين النتائج السريعة وبناء فريق قوي على المدى الطويل.

جدول مقارنة بين نتائج فيورنتينا مع بيولي سابقًا وبعده

نلاحظ أن فترة بيولي الأولى كانت أكثر استقراراً من الفترات التي تلتها، ما يدعم فكرة نجاح محتمل في الولاية الثانية.

هل تكون عودة ستيفانو بيولي نقطة التحول في تاريخ فيورنتينا؟

تبدو كل الظروف مهيأة لنجاح بيولي، سواء من حيث الدعم الإداري، أو تطلعات الجماهير، أو حتى خبراته المتراكمة. لكن في النهاية، يبقى الدوري الإيطالي منافسة شرسة، ويحتاج فيورنتينا لعمل متواصل لتحقيق أهدافه.

عودة ستيفانو بيولي ليست مجرد خبر انتقال، بل عنوان لطموح جديد يراود جماهير الفيولا. والسنوات القادمة ستحدد إن كانت هذه العودة ستبني مجداً جديداً، أم ستكون مجرد حلقة أخرى في سلسلة الانتقالات والتجارب العابرة في عالم التدريب.

أقرًا أيضًا: ليفربول يتخذ قرارًا استثنائيا تخليدًا لـ وفاة جوتا