الرئيسيةالأخبار العاجلةملحمة الأبطال.. مهندسو وفنيو سنترال رمسيس يتحدون الحريق ويعيدون بناء الاتصالات في 72 ساعة

ملحمة الأبطال.. مهندسو وفنيو سنترال رمسيس يتحدون الحريق ويعيدون بناء الاتصالات في 72 ساعة

ملحمة الأبطال مهندسو وفنيو سنترال رمسيس يتحدون الحريق ويعيدون بناء الاتصالات في 72 ساعة

في قلب العاصمة المصرية، وعلى بُعد خطوات من ميدان رمسيس النابض بالحياة، امتدت ستار دخان كثيف من مبنى “سنترال رمسيس” نتيجة حريق هائل اندلع في 7 يوليو 2025، واستمر أكثر من 13 ساعة. رغم كلفة الحريق الأليمة - بمقتل 4 من العاملين وإصابة حوالي 27 أخرين – إلا أن المؤسسة المصرية للاتصالات شهدت “ملحمة بطولية” لم يتمحور حول استعانة بشباب المنطقة، بل كانت بقيادة مهندسين وفنيين متخصصين قُدموا من مراكز متخصصة للعمل على مدار الساعة لاستعادة منظومة الاتصالات بالكامل.

هذا المقال يعرض تفاصيل حديثة وحصرية حول سنترال رمسيس: أسباب اندلاع الحريق، الخسائر المادية والبشرية، جهود الإصلاح، تأثيره على الإنترنت والهاتف، الرؤى الفنية والإدارية المستقبلية، حتى رؤية الخبراء حول تعزيز البنية التحتية في مصر بعد هذه الواقعة.

 لماذا احترق سنترال رمسيس؟ 

التحقيقات الأولية تشير بقوة إلى أن ماسًا كهربائيًا هو السبب الأكثر ترجيحًا لاندلاع الحريق في غرفة أجهزة بالطابق السابع من المبنى القديم الذي بُني في الثمانينيات ويعد مركزاً رئيسياً للخدمات الأرضية والإنترنت في مصر.
وزير الاتصالات عمرو طلعت أكد أمام لجنة الاتصالات البرلمانية أن كثافة الأسلاك داخل مجاري التهوية ومع جودة منظومة الإطفاء الذاتية كانت من عوامل انتشار الحريق بسرعة، وأن منظومة الإطفاء الآلي فشلت أمام قوة اللهب فاضطر رجال الحماية المدنية للتدخل .

  • عمر الحريق تجاوز 13 ساعة، وقد شهد ثلاث انتكاسات حرارية أعادت الاشتعال عدة مرات .
  • تجمدت عمليات الإطفاء حتى نفاذ الطاقة الكهربية عن المبنى بشكل كامل لضمان الأمان.
  • التحقيق الفني مستمر، مع توقعات بالإعلان عن نتائج أدق خلال الأسبوع المقبل.

اقرأ ايضاً: لا تفوّت القمة: موعد مباراة ريال مدريد وباريس سان جيرمان في كأس العالم للأندية 2025 والقنوات الناقلة

الخسائر البشرية والمادية

فيما أعلنت وزارة الصحة عن وفاة 4 موظفين وإصابة 27 آخرين نقلوا إلى مستشفيات مثل الدمرداش وصيدناوي ، فإن مؤسسة المصريّة للاتصالات كشفت اسماء الضحايا الجهود البطولية التي قاموا بها، مثل وائل مرزوق (الموارد البشرية)، والمهندسين أحمد رجب ومحمد طلعت، وأحمد مصطفى .

  • تقديرات أولية للخسائر المادية قُدّرت بعشرات الملايين من الجنيهات، بسبب تلف الكابلات الأرضية، السيرفرات، وأجهزة محورية.
  • القطع المتلفّة تضمنت وصلات الألياف الضوئية الدولية والأرضية، ما أدى لانحدار خدمات الاتصال الثابت والمحمول.

 التأثير الفوري على خدمات الاتصالات

الساعات الأولى للحريق شهدت انهيار جزء كبير من خدمات الإنترنت والمحمول، وانخفاض في اتصال المواطن إلى حوالي 62٪ مما قبل الحادث .
منظمة NetBlocks أكدت أن شبكة الاتصالات الوطنية تراجعت إلى هذا المستوى، بينما شبكة المحمول الثابت مثل خطوط النجدة تأثرت أيضًا وتم تحويلها عبر مراكز بديلة لتقليل الانقطاع .

 نسبة الانقطاع واستعادتها

الخدمةنسبة الانقطاعحالة الاستعادة حتى الآن
الإنترنت المحمول62٪استعادة تدريجية خلال 24 ساعة
الوسائل الأرضية الطارئة70٪استُرجعت وسائل الإسعاف والنجدة
المعاملات البنكية والبورصات80٪إعادة الجدولة ودفع السحب النقدي

 جهود الإصلاح في “ملحمة 72 ساعة”

منذ إخماد الحريق مطلع الثلاثاء، تولى فريق من المهندسين والفنيين المتخصصين محور إعادة الكابلات وإصلاح الكبائن على مدار 72 ساعة متواصلة.

  • وكما بيّنت الشروق، كان الفنيون يفصلون الأسلاك المحترقة ويعيدون تركيبها، يشاركون ليل نهار حتى الخميس، بعزم منقطع النظير.
  • بالتنسيق مع شركات الغاز والكهرباء تمت مراقبة كافة الأعمال الحفرية وضبط مصدر الطاقة .
  • تم نقل الخدمة على مراحل إلى سنترالات بديلة، وتفعيل شبكة داعمة (الكابل البحري والأرضي) من مراكز مثل الـ “راوْدَة” .

 دور الدولة والمؤسسات

مجلس الوزراء والوزارة عَمِلا على وضع خطة أزمة شاملة منذ الثلاثاء:

  1. تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين الصحة والاتصالات للحالات الطارئة .
  2. وزير الاتصالات أعلن أن استعادة كامل الخدمة تأخذ من 24 إلى 72 ساعة .
  3. البنك المركزي رفع سقف السحب النقدي لمنع أزمة مالية أثناء انقطاع الإنترنت .
  4. البورصة أوقفت التداول مؤقتًا ثم عادت تدريجياً بعد استقرار الشبكة.

الآفاق المستقبلية

الحادث كشف هشاشة الاعتماد على سنترال واحد. ويشير الخبراء إلى:

  • ضرورة تحديث أنظمة الإطفاء الداخلية وتوسيع شبكات الأمان الذاتي.
  • بناء بنية تحتية بديلة، لمراكز تحويل متعددة.
  • دمج الذكاء الاصطناعي لمراقبة الشبكة واكتشاف الأخطاء بسرعة قبل تفاقمها.

منظمة DataCenterDynamics شدّدت على أهمية الاكتفاء المزدوج لمهمات like interconnection switching لتجنب خسائر جديدة .
ويضيف خبراء: “توزيع الكابلات البحرية والأرضية عبر مراكز متعددة يعزز الأمن القومي الرقمي”، وهي خطوات باتت أولوية لمصر.

خاتمة

لقد كانت ملحمة إعادة تشغيل سنترال رمسيس درسًا عمليًا في التصميم الاحترافي للأزمات: من مقاومة الحريق، إلى تنسيق مؤسسي بين الفنيين والدولة، وصولًا لخطة لتعزيز البنية التحتية بعد الحادث.
ما تحقق خلال 72 ساعة يُعد إنجازًا في زمن الأزمات، ويلهم بإمكان بناء شبكة اتصالات مستقبلية أكثر أمانًا واعتمادًا على كفاءة وطنية متكاملة.

اقرأ ايضاً: بعد حريق سنترال رمسيس.. تحرّك عاجل من التنمية المحلية لإزالة آثار الكارثة

اترك تعليقاً

error: Content is protected !!