شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا أمس الإثنين، بعد انخفاض التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وزيادة توقعات الإنتاج من تحالف أوبك+ خلال أغسطس. العقود الآجلة لخام برنت سجلت تراجعًا بنسبة طفيفة، بينما واصل خام غرب تكساس الوسيط انخفاضه. في هذا التقرير، نستعرض الأسباب الأحدث لهبوط الأسعار، ونحلل التوقعات المستقبلية، ونكشف تداعيات هذا التراجع على الأسواق والصناعات.
التخلي عن علاوة المخاطر الجيوسياسية
السباق انتهى – التهدئة السياسية في المنطقة أسهمت في تجرد السوق من “علاوة المخاطر”. بعد التصعيد الأخير وارتفاع أسعار النفط فوق 80 دولارًا للبرميل، وتسجيل أكبر خسائر أسبوعية منذ مارس 2023، جاءت معنويات السوق لتهدئ الأسعار وتعيد حساباتها.
بحسب وكالة رويترز، أسهم إعلان وقف إطلاق النار في خفض التوتر وإزالة الضغط على أسعار النفط. محللون كبار من آي جي ماركتس أكّدوا أن الأسواق بدأت تتعامل مع الأوضاع كأنها تعود للاستقرار، مقدرين أن السعر الحالي يعكس خطط الإمداد المتوقعة في الأشهر المقبلة.
كيف تؤثر على السعر؟
تحالف أوبك+ أعلن نيته زيادة إنتاج النفط بمقدار 411 ألف برميل يوميًا في أغسطس. هذا الإجراء يأتي ضمن سلسلة زيادات متوقعة منذ أبريل، ضمن خطة لضبط أسواق الإمداد العالمي.
هذه الزيادة المتوقعة تعني دخول كميات ضخمة من النفط إلى السوق في سبتمبر وأكتوبر، ما قد يضغط على الأسعار مجددًا، خاصة مع سرعة تفرّغ المخزونات العامة عالميًا. المستثمرون يراقبون عن كثب نتيجة الاجتماع القادم التحالف في 6 يوليو.
لماذا يعد مؤشرًا مهمًا في هذا السياق؟
وفقا لشركة بيكر هيوز، تقلص عدد منصات الحفر النفطية في الولايات المتحدة وصولًا لأدنى مستوى منذ أكتوبر 2021، مع تراجع عدد المنصات الإجمالي إلى 432 منصة. هذا الانخفاض يشير إلى احتمال تباطؤ إنتاج النفط الأمريكي في الأفق المتوسط، مما يمنح أعمدة دعم لـأسعار النفط.
لكن السوق اعتبر أن الزيادة المنتظرة من أوبك+ كفيلة بتعويض أي نقص أمريكي، وبالتالي خفض الأسعار الحالية.
هل يصمد الانخفاض أم يعود الصعود؟
فيضٌ بالتفاؤل أم مخاوف جديدة؟ دعونا نستعرض 3 سيناريوهات متوقعة:
- استقرار مطوّل – مع الاستمرار في الإنتاج وزيادة الإمدادات، قد تستقر الأسعار حول 65–70 دولارًا.
- صعود مفاجئ – في حال فشل مشاريع أوبك+، أو تجدد التوترات، قد نشهد ارتدادًا للصعود الحاد.
- اختناقات إمدادية – إذا تأثّرت إمدادات الشرق الأوسط أو فنزويلا، قد ينتهي الوضع الحراري لصالح السعر.
أسواق النفط تحت المجهر، كل أسبوع يأتي بتحدياته المؤثرة على الأسعار.
أثر انخفاض الأسعار على الاقتصاديات والقطاعات المعتمدة
انخفاض أسعار النفطلا يؤثر فقط على المستثمرين، بل يمتد لأبواب اقتصادية متنوعة:
- الأسواق الناشئة: تحسين للشروط المالية قد يحفز النمو.
- القطاع الصناعي: انخفاض التكلفة التشغيلية خاصة في النقل والطاقة.
- أسواق النفط العالمية: شركات الحفر والمنتجين الصغار قد يعانون من الضغوط.
التحليل الاقتصادي يشير إلى انخفاض إيرادات المنتجين، ما قد يؤدي إلى تقليص الاستثمارات المستقبلية في مجال الحفر والتنقيب.
ماذا يقول الخبراء: تحليلات من المصادر الأجنبية والعربية
نجمع هنا وجهات النظر:
- وكالات مثل Bloomberg وReuters أكدت أن التخلص من “علاوة المخاطر” انعكس مباشرة على السوق.
- محللون في S&P Global يرون أن الأسعار ستتراوح بين 60–75 دولارًا، حتى إشعار آخر.
- محللون عرب من Al Arabiya أشاروا إلى أن قرار خفض منصات الحفر الأمريكية يؤكد وجود قوة موازنة للإمداد.
هذه الآراء تُظهِر تكامليَّة القراءات، بوجود ضغط من الإمدادات وتوازن بين العرض والطلب.
جدول مقارنة بين المؤشرات الحالية
المؤشر | القيمة الحالية | الاتجاه المتوقع |
---|---|---|
خام برنت | ~67.6 $ | استقرار أو انخفاض خفيف |
غرب تكساس الوسيط | ~65.2 $ | نزول طفيف مع فرص ارتداد |
إنتاج أوبك+ المؤقت | +411 ألف ب/ي | استمرار في الارتفاع |
عدد منصات الحفر بالولايات المتحدة | 432 | انخفاض مستمر |
اقرأ ايضاً: هل يُحسم مصير مدرب الزمالك؟ تفاصيل اجتماع فيديو حاسم مع المدير الفني المنتظر