شهدت الأسواق العالمية والأجنبية انعكاساً مفاجئاً في وتيرة الحركة الاقتصادية بعد إعلان وقف الحرب بين إسرائيل وإيران. انخفضت أسعار النفط بنحو 4% خلال ثلاث جلسات متتالية، في حين ارتفعت أسواق الأسهم والعربية بسبب وتيرة التهدئة المفاجئة، ما خفّف المخاوف المتعلقة بأزمة مضيق هرمز وتأثيرها على إمدادات الطاقة.
دوافع الانهيار الحاد في أسعار النفط
أحدث إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن وقف إطلاق النار صديقاً لسوق النفط:
- الصحف العالمية نقلت أن السوق كانت تتوقع قرار وقف المواجهة، مما انعكس فوريًا في تراجع الأسعار .
- كما أكدت بيانات العقود الآجلة أن سعر برنت تراجع لـ68.72 دولاراً للبرميل، فيما هبط خام WTI إلى 65.78 دولار بنحو 3.9% .
- توافر النفط الإيراني بعد تخفيف التوتر انعكس إيجاباً على توقعات إمدادات الطاقة في الشرق الأوسط .
انعكاسات على الأسواق العربية
أسواق الأسهم العربية شكرت التهدئة من خلال موجة صعود ملحوظة:
- المؤشر السعودي ارتفع بنسبة 1.6%، بينما سجل مؤشر دبي صعوداً يقارب 3% .
- تعاملات مماثلة في أبوظبي (1.8%) والكويت والبحرين (1.4% و1.8%)، ما يؤكد أن التهدئة جاءت كحافز جاذب لرغبة المستثمرين .
- بلغ صافي التدفق عبر صناديق الخليج نحو الأسهم ارتفاعاً واضحاً تجاوزت قيمته 120 مليون دولار يومياً .
تأثيرات على العملات والأسواق الناشئة
العملات الناشئة استفادت من هدوء المخاطر العالمية:
- مؤشر الدولار تراجع للجلسة الثانية على التوالي مما دعم قوة اليورو والين .
- العملات الناشئة مثل الروبية الهندية والرينغيت الماليزي شهدت ارتفاعاً بفضل انخفاض سعر النفط ورفع شهية المخاطرة .
سوق الطاقة والدفاع الأوروبية
تأثّر واضح في أوروبا مع تراجع أسهم شركات الطاقة والدفاع:
- أسهم TotalEnergies وShell وBP شهدت ضغطاً كبيراً بعد 3 جلسات من الخسائر .
- على الرغم من ذلك ارتفع مؤشر Stoxx600 بحوالي 1.2%، ومؤشر DAX الألماني 1.8%، FOTO100 البريطاني 0.4%، وCAC40 الفرنسي 1.4% .
أداء العملات الرقمية بعد التهدئة
العملات الرقمية حققت مكاسب إلى جانب الأسواق التقليدية:
- قفز بيتكوين بنسبة 3.6% لتصل إلى 105,341 دولاراً.
- صعدت إيثريوم 7.7% إلى 2,419.9 دولار، بينما ارتفعت عملات مثل XRP وسولانا 8% تقريباً .
قرارات مرتقبة من أوبك بلس بعد تراجع أسعار النفط
تتجه أنظار الأسواق الآن إلى منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك بلس، والتي تعقد اجتماعها الدوري في الأسبوع الأخير من يونيو 2025. التحديات الجديدة التي فرضها تراجع الأسعار بعد وقف الحرب وضعت المنتجين في موقف دقيق:
- مصادر في أوبك ألمحت إلى إمكانية خفض الإنتاج بشكل مؤقت لدعم الأسعار، خاصة في ظل تجاوز النفط حاجز الانخفاض لأكثر من 11% خلال ثلاثة أيام.
- السعودية، أكبر مصدر للنفط عالميًا، قد تقود مفاوضات داخل المنظمة لإعادة ضبط السوق بما يتوافق مع المصالح الاقتصادية بعيدًا عن الانفعالات السياسية.
- محللون في بنك “جولدمان ساكس” أكدوا أن “التهدئة قد تدفع أوبك لإجراءات استباقية للحفاظ على التوازن”، متوقعين اتخاذ قرار خفض إضافي بواقع 600 ألف برميل يوميًا على الأقل.
توقعات أسعار النفط حتى نهاية عام 2025
رغم التراجع السريع لأسعار النفط، إلا أن التوقعات لا تزال متباينة بين المحللين:
| السيناريو المتوقع | سعر برميل برنت | المؤثر الرئيسي |
|---|---|---|
| السيناريو المتفائل | 83 دولار | نمو الطلب مع استقرار الشرق الأوسط |
| السيناريو الواقعي | 74 دولار | تهدئة الصراع دون تغيير جذري في العرض |
| السيناريو المتشائم | 65 دولار | عودة إيران للتصدير بأقصى طاقة |
- البيانات تشير إلى أن السوق قد يستعيد توازنه بحلول الربع الرابع من 2025، خصوصًا إذا التزمت إيران بشروط وقف إطلاق النار ولم يحدث تصعيد جديد.
- أيضًا، احتمال رفع الفائدة في بعض الدول المستهلكة للطاقة (مثل الصين والهند) قد يضغط على الأسعار لفترة أطول مما هو متوقع.
دور منطقة الخليج في تعزيز الاستقرار الإقليمي
الخليج العربي كان مركزًا لمخاوف المستثمرين خلال الأزمة، ولكن التدخلات الدبلوماسية المكثفة التي قادتها دول كقطر، السعودية، والإمارات لعبت دورًا كبيرًا في التهدئة:
- ساعدت قنوات الوساطة الخليجية في تقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران، مما هيأ الأجواء لاتفاق وقف الحرب.
- مصر، بصفتها حليفًا استراتيجيًا للقوى الكبرى، دعمت أيضًا جهود الوساطة الإقليمية، وهو ما عزز من ثقة الأسواق في عدم تصعيد الموقف مجددًا.
هل تنتهي الحرب رسميًا أم ننتظر جولة جديدة؟
رغم التصريحات المتفائلة، هناك شكوك قائمة حول استمرار وقف الحرب بين إسرائيل وإيران:
- الرئيس الإيراني لم يؤكد رسميًا تعليق كامل لجميع العمليات العسكرية، بل استخدم مصطلحات مثل “التهدئة المؤقتة” و”مراجعة أمنية”.
- في المقابل، لم يصدر عن الجانب الإسرائيلي تصريحات مباشرة تؤكد التزامًا كاملاً بشروط الاتفاق، ما يضع علامات استفهام حول مستقبل الاتفاق.
- محللون أمنيون رجحوا إمكانية العودة إلى الاشتباك غير المباشر عبر الوكلاء في لبنان والعراق، أو استئناف المواجهات الرقمية (الحرب السيبرانية).
ما الذي ينتظر المستثمرين في النصف الثاني من 2025؟
من أهم النقاط التي ينبغي متابعتها:
- أسعار النفط مرشحة للتقلب أكثر مما كانت عليه خلال العام الماضي.
- الذهب والعملات الرقمية قد تستفيد كملاجئ آمنة في حالة تجدد التوترات.
- على المستثمرين توزيع محافظهم الاستثمارية وتجنّب الاعتماد على قطاع واحد.
اقرأ ايضاً: قفزة مفاجئة في أسعار الحديد والأسمنت الثلاثاء 24 يونيو 2025 بمصانع مصرية.. تعرف على الأرقام الآن
