الرئيسيةمال وأعمالهل تصل إشعاعات مفاعل ديمونة إلى مصر حال قصفه؟ رئيس الرقابة النووية السابق يجيب

هل تصل إشعاعات مفاعل ديمونة إلى مصر حال قصفه؟ رئيس الرقابة النووية السابق يجيب

هل تصل إشعاعات مفاعل ديمونة إلى مصر حال قصفه؟ رئيس الرقابة النووية السابق يجيب

في ظل التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط، يظهر تساؤل مرعب: إلى أي مدى يمكن أن تؤثر إشعاعات مفاعل ديمونة الإسرائيلي على مصر؟ وكيف يختلف تأثيره عن المنشآت النووية الإيرانية؟ في هذا المقال، نسلط الضوء على تصريحات الدكتور مصطفى عزيز، الرئيس السابق للرقابة النووية والإشعاعية في مصر، ونكشف تفاصيل فنية لم تُنشر سابقًا. لنبدأ بالغوص في أهم السيناريوهات والعوامل المؤثرة التي تحدد مصير المنطقة.

انتشار الإشعاعات يعتمد على اتجاه الرياح وسيناريو الضربة

أوضح عزيز أن مسألة وصول إشعاعات مفاعل ديمونة إلى مصر مرهونة باتجاه الرياح وسيناريو الضربة. الرياح القوية السطحية من الجنوب الغربي قد تحمل جسيمات نووية تجاه سيناء، بتركيزات قد تسبب أضرارًا صحية وبيئية بحسب دراسات أجنبية صدرت عن معاهد أمان نووي في أوروبا .
السيناريوهات تتراوح بين تسرب بسيط لا يتجاوز الحدود، وبين أزمة بيئية قد تجمع بين حالات التلوث الإشعاعي وتكاليف تنظيف مكلفة. تعتمد شدة السقوط الإشعاعي الداخلي والخارجي على تواجد السحابة فوق المناطق الحيوية.

الإجراء الوقائي: غلق المفاعل قبل أي هجوم

في تصريحاته، استبعد عزيز تكرار كارثة بمستوى تشرنوبل؛ لأن الدول تخفض من مستوى النشاط في المفاعل إذا توقعته تحت أي هجوم . وهذا يعني أن ديمونة سيُغلق أو يُقلص من عمله قبل أي ضرب. ما لم يُستهدف المركز مباشرة أثناء تشغيله، لن يحدث انفجار نووي، لكن سيبقي احتمال تسرب المواد المشعة قائمًا.

اقرأ ايضاً: هل هذا هو الوقت المناسب لشراء الذهب؟ شعبة الذهب تكشف الحقيقة الكاملة وسط تقلبات الأسعار

اختلاف ديمونة عن منشآت بوشهر ونطنز الإيرانية

بخلاف منشآت إيران التي تحصل على إشراف دولي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مفاعل ديمونة مرتبط ببرامج عسكرية ولا يخضع للتدقيق الكامل، ما يزيد عناصر الغموض حول نوع الوقود المستخدم والمواد المشعة المخزنة داخله .
أما بوشهر، فهو مفاعل سلمي نُفذت فيه إجراءات احترازية قوية من النفط حتى الوقود، لذا حتى لو أصيب، فالأضرار ستكون أقل انتشارًا وأقل قدرة على النفوذ خارج الحدود الإيرانية، مقارنة بما يمكن أن يحدث في حالة ديمونة.

ماذا تقول الدراسات الأجنبية؟

أبحاث أجنبية، مثل تلك من معهد السلام الأمريكي ووكالات سلامة نووية أوروبية، أشارت إلى أن أي تسرب من موقعٍ نووي في وسط إسرائيل قد يحمل جسيمات أشعة بيتا وغاما لمسافات تصل إلى 80–120 كيلومتر، بناءً على ظروف الطقس .
هذا يعني أن دلتا النيل، كونها تقع ضمن نطاق تأثير محتمل، يمكن أن تكون معرضة لتساقط ملوثات على هيئة ترسيبات دقيقة قد تترك أثارًا بيئية أو صحية، حسب نوع الانبعاثات وعلى أي عمق طبقي دُمّر المفاعل.

سيناريوهات التأثير المحتمل على مصر

بحسب خبراء دوليين، إذا قُمعت المواد النووية تحت الأرض، فإن إنتاج سحابة إشعاعية سامة يتم تحديده بفترة الانفجار. في حالة الرياح الهادئة، قد تهبط الغازات مباشرة على دلتا النيل خلال أيام، مما يهدد موارد المياه ويرفع من مستويات الأورام والإشعاع السطحي .
انخفاض درجات الحرارة في الشتاء قد يدفع الغازات للهبوط تحت طبقات الغلاف الجوي، بينما الصيف سيُكثف الانتشار الجوي. تتراوح المدة بين 2–5 أيام حتى تظهر الخطورة خارج الحدود الإسرائيلية، بحسب نماذج الانتشار الجوي.

دور أجهزة الرصد المصرية والإقليمية

أكد عزيز أن مصر تمتلك برامج رصد إشعاعي في سيناء ومنافذ الحدود، تراقب مؤشرات بيتا وغاما. أي تجاوزات سيتم إعلانها فورًا، وتُعد أول سطر دفاع لمراقبة واحتواء الأزمات. كما أبدت دول خليجية اهتمامًا بالموضوع، خاصة بعد تعرض مفاعل بوشهر لضربات متكررة .

كيف تحمي مصر نفسها؟

• فتح غرف تحكم طوارئ تعتمد على ثابتات من وكالة الطاقة الذرية.
• تأمين الأفراد عبر توزيع مُرشحات هوائية عالية الأداء.
• اختبار مصدات إشعاعية للمياه في دلتا النيل وفق توصيات أوروبية.
• تحذير زراعي يقيّد حركة المياه من مناطق محددة.

إضافة لذلك، قدمت مصر طلبًا للتنسيق مع الوكالة والمحافظين في الأردن وسوريا بعد اضطرابات الرياح المحتملة.

التصعيد العسكري ضد مفاعل ديمونة، حتى لو تم بحذر شديد، يحمل مخاطر إشعاعية قد تصل مصر، لكن السيناريو الراهن وفق الخبراء ومؤسسات فنية يوضح أن خطر الكارثة الشاملة ضئيل، طالما تم تقليص عمل المفاعل قبل أي ضرب. ما تبقى هو مراقبة فورية، تخفيض النشاط، وتنسيق إقليمي لتلافي الخطر البيئي وتقليل الأثر على الصحة.

اقرا ايضاً: أسعار الذهب اليوم الأحد 15 يونيو 2025: قفزة قياسية لعيار 21 تصدم الأسواق

 

اترك تعليقاً

error: Content is protected !!