في لقاء هام على هامش منتدى أوسلو، أكد وزير الخارجية المصري، د. بدر عبد العاطي، أن مصر ملتزمة بتسوية الأزمة السودانية في أقرب وقت ممكن. هذا التصريح جاء خلال لقائه مع مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الإفريقي أنيت فيبر، حيث تم مناقشة تطورات الأوضاع في السودان وتبادل الرؤى حول سبل تحقيق الاستقرار في المنطقة. وزير الخارجية المصري شدد على ضرورة وقف نزيف الدماء السودانية، وإنهاء المعاناة، مع الحفاظ على وحدة الدولة السودانية ومؤسساتها. في هذا المقال، نعرض تفاصيل هذا اللقاء، مواقف مصر بشأن الأزمة السودانية، وأهمية التنسيق الدولي لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
اللقاء بين وزير الخارجية المصري والمبعوثة الأوروبية للقرن الإفريقي
في يوم الأربعاء، التقى وزير الخارجية المصري، د. بدر عبد العاطي، مع المبعوثة الأوروبية للقرن الإفريقي، أنيت فيبر، في إطار منتدى أوسلو. اللقاء جاء في وقت حساس حيث تواصل الأزمة السودانية تأثيراتها على استقرار المنطقة.
خلال الاجتماع، استعرض الوزير عبد العاطي وجهة نظر مصر تجاه تطورات الأوضاع في السودان، مبينًا الموقف المصري الثابت في دعم جهود تسوية الأزمة. وناقش الجانبان تقييمات الأزمة، وتبادل الرؤى حول المراحل المقبلة للوساطة الدولية. هذا اللقاء يشير إلى دور مصر المحوري في الوساطة الإقليمية والدولية.
وزير الخارجية المصري يؤكد على أهمية حقن الدماء السودانية
أوضح د. بدر عبد العاطي خلال اللقاء مع أنيت فيبر أن مصر تعتبر حماية الأرواح وحقن الدماء السودانية أولوية قصوى. وأضاف أن مصر تعمل بجدية على دعم مسارات الوساطة المختلفة التي قد تسهم في تسوية الأزمة السودانية، مؤكدًا ضرورة تخفيف المعاناة الإنسانية وتحقيق السلام العادل.
وأشار إلى أن مصر ستواصل دعم مؤسسات الدولة السودانية بشكل كامل، مع العمل على الحفاظ على وحدتها وسلامتها. هذه التصريحات تبرز التزام مصر العميق بمساعدة السودان في تجاوز هذه الأزمة المدمرة.
الجهود المصرية في الوساطة لتسوية الأزمة السودانية
مصر دائمًا ما كانت طرفًا فاعلًا في جهود التسوية الإقليمية، ووزير الخارجية المصري أكد في لقاءه مع مبعوثة الاتحاد الأوروبي أن بلاده مستمرة في المشاركة الفعالة ضمن مسارات الوساطة المختلفة. وزارة الخارجية المصرية تعمل على التنسيق مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية لإنهاء الأزمة السودانية عبر الحوار البناء.
مصر قد لعبت دورًا محوريًا في تعزيز التفاهم بين مختلف الأطراف السودانية، مع التركيز على ضرورة الحفاظ على السلامة الإقليمية للدولة السودانية. كما أن مسارات الوساطة التي تشارك فيها مصر تهدف إلى تيسير المفاوضات بين الأطراف المتنازعة.
التحديات الأمنية والسياسية في منطقة القرن الإفريقي
على هامش اللقاء، تناول الوزير عبد العاطي والمبعوثة الأوروبية التحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها دول منطقة القرن الإفريقي. الوزير عبد العاطي أكد على ضرورة تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لمعالجة التحديات الأمنية في المنطقة، مثل مكافحة الإرهاب والتطرف.
الطريق لتحقيق الاستقرار: أكدت المبعوثة الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى مواصلة التنسيق مع مصر لمواجهة هذه التحديات، خاصة في ظل تعقد الأوضاع في السودان ودول أخرى في القرن الإفريقي. من الضروري أن تظل المنطقة تحت مراقبة مستمرة لضمان أن أزمات مثل الأزمة السودانية لا تمتد لتشمل دولًا أخرى.
أهمية التعاون المصري الأوروبي في تحقيق الاستقرار في الصومال
تطرق اللقاء إلى الوضع في الصومال، حيث ناقش الجانبان سبل دعم جهود السلام والاستقرار في البلاد. الوزير عبد العاطي أشار إلى أهمية دعم المؤسسات الحكومية في الصومال، مع الحفاظ على سيادة البلاد ووحدة أراضيها.
وأشار أيضًا إلى أن مصر ستواصل دعم الانتقال من بعثة “أتميس” إلى بعثة الاتحاد الإفريقي لدعم الاستقرار في الصومال (AUSSOM)، في ظل أهمية توفير التمويل المستدام لهذه البعثة. مصر ستشارك أيضًا في هذه البعثة في إطار دعم استقرار الصومال.
ضرورة الحفاظ على أمن البحر الأحمر وتأمين الممرات الملاحية الدولية
في الجزء الأخير من اللقاء، أكد وزير الخارجية المصري على أهمية الحفاظ على استقرار الممرات الملاحية الدولية، لاسيما في منطقة البحر الأحمر. شدد على ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر لضمان أمن المنطقة.
التحديات الأمنية في البحر الأحمر: حذر وزير الخارجية من أن أي تهديد لأمن البحر الأحمر سيؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي. وأوضح أن مصر ملتزمة بالحفاظ على حرية الملاحة الدولية في هذه المنطقة الحيوية التي تعد أحد أهم الممرات الملاحية في العالم.
جدول مقارنة بين التحديات الأمنية في منطقة القرن الإفريقي:
| القضية | دور مصر في التعامل معها | دور الاتحاد الأوروبي |
|---|---|---|
| الأزمة السودانية | دعم مسارات الوساطة والعمل على تسوية الأزمة | التنسيق مع مصر وتقديم الدعم في المفاوضات |
| الصومال | دعم مؤسسات الدولة والمشاركة في بعثة AUSSOM | دعم انتقال البعثة وتوفير التمويل المستدام |
| الأمن في البحر الأحمر | تعزيز التعاون الإقليمي لضمان حرية الملاحة | دعم الجهود الدولية لضمان أمن الملاحة الدولية |
الخاتمة
أكد وزير الخارجية المصري، د. بدر عبد العاطي، في لقائه مع المبعوثة الأوروبية للقرن الإفريقي أن مصر ملتزمة بمواصلة جهودها لتسوية الأزمة السودانية في أقرب وقت، مع التأكيد على أهمية حقن الدماء السودانية والحفاظ على وحدة البلاد. كما تم تبادل الرؤى حول العديد من القضايا الإقليمية، بما في ذلك الأزمات الأمنية في منطقة القرن الإفريقي وأهمية تحقيق الاستقرار في دول مثل السودان والصومال. مع تكثيف التنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبي، يبدو أن هناك أملًا في تسوية الأزمات التي تواجه المنطقة.
اقرأ ايضاً: أسعار الذهب 12 يونيو 2025 تواصل الصعود بقوة وعيار 21 يسجل 4700 جنيه وسط توترات دولية
