خالد الغندور، لاعب الزمالك السابق والإعلامي الرياضي المعروف، فجّر جدلاً واسعًا بعد إبداء اعتراضه العلني على قرار المدير الفني للمنتخب المصري، حسام حسن، بإلغاء معسكر المنتخب الوطني خلال فترة الأجندة الدولية في يونيو 2025.
الخطوة، التي جاءت نتيجة لسفر النادي الأهلي إلى الولايات المتحدة، أثارت تساؤلات بين المحللين الرياضيين عن أولوية المنتخب مقارنة بمشاركات الأندية في المنافسات الخارجية.
قرار حسام حسن بإلغاء معسكر المنتخب يثير الجدل
في إجراء مفاجئ أثار استهجان الأوساط الرياضية، قرر حسام حسن المدير الفني لمنتخب مصر إلغاء المعسكر المقرر خلال فترة الأجندة الدولية (2–10 يونيو 2025). القرار جاء عقب تأجيل مباراة ودية تمهيدًا لكأس العالم للأندية، تزامنًا مع سفر الأهلي إلى الولايات المتحدة للاستعداد. الحكومة الرياضية تبرّأت بتقديم الأولوية لجدول الأندية الكبيرة، مما أشعل جدلًا واسعًا عبر الساحة الرياضية، واستدعى الكثير من التساؤلات حول تموضع المنتخب الوطني ضمن أولويات الأجهزة الفنية والإدارية.
خالد الغندور ينتقد التوقيت ويتساءل عن أولويات الجهاز الفني
خرج الإعلامي خالد الغندور في أول رد فعل رسمي على هذا القرار، معبّرًا عن استيائه من التوقيت الذي وصفه بـ”الخاطئ”. وتساءل عبر منشور على فيسبوك:
“كل منتخبات العالم لديهم مباريات رسمية وودية، وأحنا للآن لم نبدأ”.
كما أثار الجدل بإشارته إلى لاعبي الأهلي الذين يُفترض أن يشاركوا في هذه الفترة بالمنتخب، مثل وسام عبد العلي وأليو ديانج، مما دفعه للتأكيد أنه من حق منتخب مصر أن يحصل على الأولوية في كل الأوقات.
الجماهير ترد على تصريحات خالد الغندور عبر مواقع التواصل الاجتماعي
توالت الردود من جانب جماهير الأهلي سريعًا عبر منصات التواصل. بعضها أبدى استغرابًا من انتقاد الغندور واعتبره محاولة لاتّهام النادي المنافس. وغرّد أحد الحسابات:
“ديانج في الأهلي دلوقتي، ومنتخب مصر بياخد عشرة مرات منه، مش ذنبه أنه مش معترف بيكم”.
الردود امتزجت بالسخرية والتهكّم في بعض الأحيان، لكن الغالبية عبروا عن دعمهم الكامل لقرار حسام حسن، معتبرين التنظيم مهمًا ومحترمًا لجدول المنافسات الرسمية.
خلاف حاد بين خالد الغندور ومشجعين ينتمي بعضهم للنادي الأهلي
تصاعدت الحالة لتتحول إلى نقاش حاد مباشر، إذ رد الغندور على الجماهير قائلاً:
“مش مهم مين المصلحة، لكن لا بدّ أن يكون المنتخب فوق أي نادي”.
من جهة أخرى، ظهر مشجع أهلاوي باسم “محمد عبدالله” يحمل انتقادًا لاذعًا قائلاً:
“أنتم محتاجين غسيل قلب علشان تصلح حالكم”.
هذا التعليق كشف عن عمق الانقسام في المشهد الإعلامي، حيث تحوّل الخلاف إلى صراع على الرمزية الوطنية والنادي.
ردود أفعال جماهيرية تكشف حجم الانقسام الكروي في مصر
المشهد الانتقادي تجاه الغندور وأولئك الذين شاركوا في الخلاف يعكس split واضح بين أنصار المنتخب وجماهير الأندية الكبرى، حيث يرى بعضهم أن الأولوية يجب أن تكون لصفوف المنتخب، بينما يصر آخرون على ضرورة احترام جدول الأندية، أو التحذير من الانزلاق نحو الصراع الإعلامي الشخصي.
كما أثار هذا الموقف سؤالًا حقيقيًا: هل يمكن فعلًا تحقيق توازن بين مصير المنتخب والندية على أسس تنظيمية ثابتة ومن دون تنازلات كبيرة؟
مطالبات بإعادة ترتيب الأولويات بين المنتخب والأندية
بعد الإثارة الكثيفة، بدأت الأصوات تتعالى في المطالبة بوضع خارطة طريق واضحة لإدارة الأجندات الرسمية. من شأنها تحقيق التوازن بين ما هو وطني (حضور منتخب مصر بكامل نجومه) وما هو مصالح الأندية، دون أن يحدث تفريط في أحد الجانبين.
بعض محللي الرياضة أكدوا أن الأزمة الحقيقية تكمن في الاتفاق المسبق مع الأندية حول فترات الأجندات الدولية، خاصة في سنوات اللعبة المكثفة، مثل اعتياد الأندية الكبيرة على تمثيل مصر في البطولات العالمية.
في النهاية
المواجهة الإعلامية التي انطلقت بين خالد الغندور وجماهير الأهلي لم تكن حادثة فردية، بل انعكاس واضح لحالة الاستقطاب الإعلامي بشأن الأولويات الرياضية. الراهن يحتاج إلى مراجعة مجتمعية حول خطابنا الإعلامي، خاصة أن الفن والإعلام يمثّلان واجهة موحدة للدولة.
الإعلاميون من أمثال الغندور مطالبون بتحويل الطروحات إلى نقاشات بنّاءة، بعيدة عن التجريح الحاد، بينما يلزم على الجماهير أثراء المحتوى بتأكيد هويّة رياضية وطنية لا تُفرق بين لون، طالما أن أي نزاع يؤدي إلى انفصال داخل المنظومة الرياضية.
اقرأ ايضاً: سعر الذهب اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025.. هبوط عالمي يهز الأسواق المحلية والدولية
