رد ربيع ياسين على الأهلي أثار حالة من الجدل والاهتمام الإعلامي، بعد أن أعلنت إدارة النادي الأهلي بقيادة الكابتن محمود الخطيب، قرارها بإنهاء مهام ياسين كمدرب للفريق الرديف “دلفي”. لم يكن القرار مفاجئًا من حيث التوقيت فقط، بل كان صادمًا في طريقة إبلاغه وتوقيته، خاصة أن ياسين يُعد أحد أبرز رموز النادي الأحمر، وصاحب تاريخ عريق مع القلعة الحمراء، ما جعله محل احترام وتقدير واسع من الجماهير.
كواليس إقالة ربيع ياسين من تدريب دلفي
في الموسم الكروي الأخير، تولى ربيع ياسين قيادة فريق “دلفي”، وهو الفريق الثاني الذي أنشأه النادي الأهلي ليعمل كـ”رديف” يدعم الفريق الأول على غرار الأندية الأوروبية الكبرى. وتم تعيين ياسين لخبرته الكبيرة في التعامل مع اللاعبين الشباب، وسجله القوي في مجال الإعداد البدني والفني.
رغم البداية الإيجابية، فإن الفريق لم ينجح في حسم بطاقة التأهل إلى دوري المحترفين، بعد خسارته في الجولة الأخيرة أمام فريق مالية كفر الزيات، الأمر الذي اعتبرته لجنة التخطيط تقصيرًا يستدعي التغيير. وعليه، جاء قرار الخطيب بإقالة ربيع ياسين.
لكن وفق مصادر مطلعة، فإن رد ربيع ياسين على الأهلي جاء سريعًا، حيث عبّر عن غضبه الشديد من الطريقة التي تم التعامل بها معه، مشيرًا إلى أنه كان يستحق تقديرًا أكبر بعد المجهود الذي بذله طوال الموسم، خاصة أن الفريق كان ينافس أندية عريقة بقوة، وقدم كرة قدم جيدة رغم الإمكانيات المحدودة.
رسالة حاسمة من ربيع ياسين: لن أعود للأهلي
أوضح مصدر مقرب من ياسين، في تصريحات خاصة، أن الكابتن ربيع اتخذ قرارًا نهائيًا بعدم العمل داخل النادي الأهلي مرة أخرى، حتى وإن تغيرت الإدارة أو تبدلت الظروف. ويبدو أن هذا القرار لم يأت فقط كرد فعل لحظي، بل كنتاج تراكمات من شعور بالإقصاء وعدم التقدير.
رد ربيع ياسين على الأهلي لم يكن مجرد تصريح عابر، بل خطوة تكشف عن أزمة أعمق في علاقة النادي برجاله السابقين، خاصة أولئك الذين لم تُمنح لهم فرصة التعبير عن مشروعهم الفني بشكل كامل، أو من يشعرون بعدم الإنصاف الإداري رغم انتمائهم التاريخي للنادي.
دعم جماهيري وإعلامي لربيع ياسين بعد الإقالة
تفاعل عدد كبير من الإعلاميين والنقاد مع الأزمة، خصوصًا بعد أن كتب الإعلامي عمر ربيع ياسين – نجل الكابتن ربيع – منشورات داعمة لوالده على منصات التواصل الاجتماعي. وقال فيها: “والدي لم يُعرف عنه صفقات الكافيهات، بل اشتُهر بالاجتهاد والانضباط والولاء للنادي”.
هذه الرسالة وجدت صدى واسعًا بين جماهير الأهلي الذين عبّر كثير منهم عن تضامنهم مع رد ربيع ياسين على الأهلي، واعتبروا أن الطريقة التي تم بها إنهاء المهمة لم تكن تليق بتاريخه، خاصة أنه كان أحد قادة الجيل التاريخي الذي مثّل مصر في كأس العالم 1990، وحقق مع الأهلي بطولات محلية وقارية.
خطط الأهلي البديلة بعد رحيل ربيع ياسين
بعد الإطاحة بياسين، بدأ النادي الأهلي في بحث البدائل لقيادة فريق دلفي. وقد تم عرض المهمة على الكابتن محمد شوقي، لكن الأخير اعتذر لأسباب شخصية وفنية. ويبدو أن النادي يواجه صعوبة في إيجاد مدرب جديد يستطيع قيادة المشروع الرديف وتحقيق الأهداف المطلوبة بسرعة.
بالتوازي، بدأ الحديث عن إعادة هيكلة شاملة في قطاع الشباب بالنادي، لضمان مواكبة الخطط الفنية للفريق الأول، والربط الاحترافي بين القاعدة والهرم. غير أن هذه التحركات، ورغم ضرورتها، جاءت في توقيت حساس يُرجّح أن يسبب اضطرابات داخلية ويضع الفريق الرديف في وضع غير مستقر.
تأثير رد ربيع ياسين على الأهلي في المشهد الكروي
قرار ربيع ياسين بعدم العودة إلى الأهلي مرة أخرى، خاصة بعد تصريحات غاضبة وتحفظه على أسلوب الإدارة، يسلّط الضوء على تحدٍ متكرر تواجهه الأندية الكبرى: الحفاظ على علاقات صحية مع قدامى اللاعبين والمدربين الذين يحملون تاريخًا عريقًا.
رد ربيع ياسين على الأهلي ليس مجرد موقف شخصي، بل قد يُعد رسالة تحذيرية لأي نادٍ يفكر في استغلال رموزه دون منحهم الدعم الكافي أو التقدير المستحق. وفي هذا السياق، يتحدث كثير من المحللين عن ضرورة وجود “ميثاق احترام” بين الإدارة ورموز النادي، يضمن الحفاظ على الهيبة المتبادلة ويمنع التوترات التي قد تضر بالمؤسسة الكروية.
في النهاية
يمثل رد ربيع ياسين على الأهلي نموذجًا حيًا لواحد من التحديات الأخلاقية والاحترافية في كرة القدم المصرية. التوازن بين النتائج السريعة وتقدير الكفاءات التاريخية هو خيط رفيع قد يؤدي تجاهله إلى خسارة قيمة فنية ومعنوية كبيرة.
سواء اتفقت إدارة الأهلي مع هذا القرار أو لا، فإن رسالة ربيع ياسين كانت واضحة: الانتماء لا يعني الصمت، والاحترام لا يُقاس بالعقود فقط، بل بطريقة المعاملة.
اقرأ ايضاً: بدء تشغيل الأتوبيس الترددي رسميًا.. وزير النقل يُعلن انطلاق الحلم المصري للنقل الذكي