الرئيسيةأخبار المجتمعتصعيد الحجاج إلى عرفات يتم بنجاح وسط استعدادات غير مسبوقة في بعثة الحج السعودية

تصعيد الحجاج إلى عرفات يتم بنجاح وسط استعدادات غير مسبوقة في بعثة الحج السعودية

تصعيد الحجاج إلى عرفات يتم بنجاح وسط استعدادات غير مسبوقة في بعثة الحج السعودية

أعلنت الجهات المنظمة لموسم الحج 2025 عن الانتهاء التام من كافة التحضيرات الميدانية اللازمة لتصعيد الحجاج إلى عرفات، وهو الركن الأعظم في مناسك الحج. وصرحت السلطات المعنية أن عمليات التصعيد ستتم وفق جدول زمني دقيق، يراعي التوزيع الجغرافي للحجاج، والظروف المناخية المتوقعة، والتوزيع العددي في المخيمات.

وقد تم تجهيز أسطول من الحافلات الحديثة التي خضعت للفحص الفني الكامل، إلى جانب وضع خطط بديلة لمواجهة أي طوارئ مرورية، سواء داخل مكة المكرمة أو على الطرق المؤدية إلى مشعر عرفات. كما تم تجهيز جميع نقاط التفتيش وتفعيل كاميرات مراقبة ذكية لضمان سلاسة الحركة وتوفير أقصى درجات الأمان.

استخدام التكنولوجيا الحديثة في تنظيم تصعيد الحجاج إلى عرفات

في إطار جهود التحول الرقمي التي تشهدها المملكة، فقد تم دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار لمراقبة عملية تصعيد الحجاج إلى عرفات في الوقت الفعلي. وتشير تقارير من وزارة الحج والعمرة إلى أن أكثر من 300 كاميرا حرارية قد تم تثبيتها في الطرق المؤدية للمشاعر لمتابعة تدفق الحجاج وتجنب أي حالات تزاحم.

كما تم تطوير تطبيق “نسك” بشكل موسع هذا العام ليشمل توجيه الحجاج آليًا باستخدام الخرائط الذكية، مع تقديم إشعارات لحظية حول مواعيد التنقل، وإشعارات الطقس، وتعليمات السلامة. ووفقًا لمركز التحول الوطني، فقد بلغت نسبة التفاعل مع التطبيق أكثر من 85% من الحجاج القادمين من الخارج، مما يعكس نجاح الاستراتيجية الرقمية في تنظيم الحشود.

تجهيز المخيمات بما يتناسب مع أعداد الحجاج واحتياجاتهم

شهدت مخيمات الحجاج في مشعر عرفات هذا العام تطويرًا شاملًا في الخدمات والبنية التحتية. فبحسب ما أعلنته وزارة الداخلية، تم تزويد كافة المخيمات بأجهزة تكييف فريون عالية الكفاءة، بالإضافة إلى توزيع “صوفا بد” مريحة وأغطية فردية ومعقمات وأجهزة تبريد للمياه، إلى جانب توفير عدد كافٍ من المقاعد والطاولات والمظلات خارج الخيام.

ومن بين الابتكارات التي جرى تنفيذها هذا العام، تخصيص مسارات مهيئة بالكامل لاستخدام ذوي الإعاقة وكبار السن ممن يستخدمون الكراسي المتحركة، مع توفير دورات مياه متنقلة تتوافق مع معايير الجودة الصحية والبيئية. كما تم توزيع ما يزيد عن 800 ثلاجة لحفظ المشروبات الباردة، وتخصيص نقاط ثابتة لتقديم العصائر والمياه المجانية على مدار الساعة.

الجهود الأمنية والتنظيمية لضمان سلامة تصعيد الحجاج إلى عرفات

في ظل التزايد المستمر لأعداد الحجاج، بلغ عدد المشاركين في موسم الحج هذا العام أكثر من 2.1 مليون حاج من الداخل والخارج، وهو ما تطلّب خطة أمنية وتنظيمية محكمة. وقد أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن نشر 40,000 عنصر أمني في المشاعر المقدسة، يرافقهم كوادر دعم من الدفاع المدني والهلال الأحمر.

ومن بين الإجراءات المتخذة، تم تركيب بوابات إلكترونية في أكثر من 60 نقطة تفتيش حول مشعر عرفات، مع فرض غرامات فورية على المخالفين لتعليمات التنظيم. كما يتم حاليًا استخدام نظم تعقب إلكترونية للحافلات لضمان الالتزام بخطط النقل وعدم حدوث أي تأخير قد يؤثر على انسيابية تصعيد الحجاج إلى عرفات.

وفي تصريح خاص، أوضح اللواء أشرف عبد المعطي – مساعد وزير الداخلية المصري ورئيس بعثة الحج – أن جميع الضباط يعملون على مدار الساعة بالتنسيق مع غرفة عمليات متكاملة داخل عرفات ومنى لضمان راحة الحجاج ومتابعتهم خلال أداء المناسك.

الخدمات الطبية والوقائية في ظل ارتفاع درجات الحرارة

تشير التوقعات الجوية إلى احتمال ارتفاع درجات الحرارة في صعيد عرفات هذا العام لتتجاوز 44 درجة مئوية. وللتعامل مع هذه الظروف، وفرت وزارة الصحة السعودية أكثر من 130 مركز إسعاف متنقل و350 طبيبًا وممرضًا، إلى جانب تجهيز 5 مستشفيات متنقلة كاملة التجهيز في محيط عرفات.

كما تم تركيب أكثر من 250 رشاش رذاذ في الممرات والمظلات، وزراعة الآلاف من الأشجار التي توفر الظل الطبيعي في المواقع ذات الكثافة العالية. وتم تكثيف عمليات التوعية الصحية من خلال فرق طبية ميدانية تقوم بتوزيع كتيبات إرشادية، وأدوات التعقيم والكمامات، بالإضافة إلى متابعة الحالات الصحية للحجاج ذوي الأمراض المزمنة.

التوجيهات والإرشادات الصادرة للحجاج من البعثات الرسمية

حرصت بعثات الحج الرسمية، خاصة البعثة المصرية، على تقديم توجيهات تفصيلية للحجاج لضمان نجاح عملية تصعيد الحجاج إلى عرفات. وقد شددت على أهمية التزام كل حاج بموقع خيمته وعدم التنقل خارج المخيم إلا للضرورة القصوى، خاصة مع صعوبة التعرف على المخيمات بسبب التشابه الكبير بينها.

كما نصت التعليمات على ضرورة الالتزام بالجلوس في الأماكن المظللة وتناول السوائل بانتظام لتفادي ضربات الشمس. وتم توزيع ثماني وجبات ساخنة على كل حاج عبر كوبونات، إلى جانب وجبات جافة خلال يوم التصعيد لضمان تغذية متوازنة خلال الرحلة الإيمانية.

جدول يوضح أبرز المؤشرات التنظيمية لتصعيد الحجاج إلى عرفات 2025:

البندالعدد/التفصيل
عدد الحجاج المتوقعين2.1 مليون
عدد الحافلات المخصصة25,000
كاميرات المراقبة300 حرارية
متطوعون25,000
مظلات خارجية للخيام9,500
رشاشات رذاذ لتخفيف الحرارة250
تطبيقات إلكترونية مفعلةنسك، صحة، توكلنا حج
طائرات بدون طيار لمراقبة الحشود80 وحدة

في النهاية

إن نجاح تصعيد الحجاج إلى عرفات هذا العام يُعد إنجازًا تنظيميًا وتقنيًا يعكس مدى تقدم المملكة في إدارة التجمعات الكبرى وفق أعلى المعايير العالمية. ويأتي ذلك في إطار التزامها برؤية 2030، التي تهدف إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة للحجاج وتعزيز الشراكة المجتمعية والتطوع الوطني.

ويبقى التحدي الحقيقي في مواصلة هذا الزخم عبر تطوير الأدوات الرقمية، وتكثيف التعاون الدولي بين البعثات، والعمل على توثيق هذه التجربة الناجحة للاستفادة منها مستقبلًا، خاصة في ظل التغيرات المناخية والزيادة السكانية المتوقعة في السنوات القادمة.

اقرأ ايضاً: العد التنازلي ينطلق: استعدادات نهائية لافتتاح المتحف المصري الكبير

 


اترك تعليقاً

error: Content is protected !!