تُعد مرحلة تسنين الطفل من الفترات التي يمر بها كل رضيع، وتحمل معها تحديات خاصة للأهل والصغار على حد سواء. خلال هذه المرحلة الحيوية من النمو، تبدأ الأسنان اللبنية في الظهور عبر اللثة، مما قد يسبب للطفل بعض الانزعاج والألم. لفهم أفضل لهذه المرحلة، سنتناول في هذا المقال علامات تسنين الأطفال، ومتى ينتهي التسنين عند الاطفال، وأبرز طرق علاج تسنين الأطفال لتخفيف آلامهم.
علامات تسنين الطفل: مؤشرات لا تخطئها العين
تظهر علامات تسنين الطفل عادة قبل ظهور السن الأول ببضعة أسابيع أو حتى أشهر، وقد تختلف شدتها من طفل لآخر. من أبرز هذه العلامات التي يمكن للأهل ملاحظتها:
- سيلان اللعاب بكثرة: تزداد إفرازات اللعاب بشكل ملحوظ، وقد يؤدي ذلك إلى طفح جلدي حول الفم أو على الذقن.
- الرغبة في العض والمضغ: يبدأ الطفل في عض أي شيء يجده في متناوله، سواء كانت ألعابه، أصابعه، أو حتى يديه، في محاولة لتخفيف الضغط والألم على اللثة.
- تورم واحمرار اللثة: تصبح اللثة في المنطقة التي ستظهر فيها السن منتفخة وحمراء اللون، وقد تلاحظ الأم بروزًا أبيض صغيرًا تحت اللثة.
- التهيج والانزعاج: يصبح الطفل أكثر عصبية ومزاجية، وقد يبكي أكثر من المعتاد.
- اضطرابات النوم: قد يواجه الطفل صعوبة في النوم ليلًا أو يستيقظ بشكل متكرر بسبب الألم.
- فقدان الشهية أو رفض الطعام: قد يقل اهتمام الطفل بالرضاعة أو تناول الطعام الصلب بسبب ألم اللثة.
- شد الأذن أو فرك الخد: قد يفرك الطفل أذنيه أو خديه بسبب اتصال الأعصاب بين اللثة والأذن.
- ارتفاع طفيف في درجة الحرارة: قد يصاب الطفل بارتفاع طفيف في درجة الحرارة (أقل من 38 درجة مئوية)، ولكن يجب الانتباه إلى أن الحمى المرتفعة ليست من أعراض التسنين الطبيعية وتستدعي استشارة الطبيب.
عادةً ما تبدأ القواطع السفلية الوسطى بالظهور أولاً، ثم تتبعها القواطع العلوية الوسطى، وتستمر هذه العملية بترتيب معين لظهور الأسنان المختلفة.

متى ينتهي التسنين عند الأطفال؟
يبدأ التسنين عند معظم الأطفال بين عمر 6 و 10 أشهر، ولكن بعض الأطفال قد يبدأون مبكرًا في عمر 3 أشهر أو متأخرًا بعد السنة الأولى، وهذا أمر طبيعي ولا يدعو للقلق. أما عن سؤال متى ينتهي التسنين عند الأطفال، فعادة ما تكتمل مجموعة الأسنان اللبنية (التي يبلغ عددها 20 سنًا) بحلول عمر سنتين ونصف إلى ثلاث سنوات. يستمر ألم التسنين لكل سن على حدة لمدة أسبوع تقريبًا، وقد يزداد الألم مع ظهور الأضراس نظرًا لكبر حجمها.
علاج تسنين الأطفال: طرق فعالة لتخفيف الألم
هدف علاج تسنين الأطفال هو تخفيف الألم والانزعاج الذي يشعر به الرضيع خلال هذه المرحلة. من أبرز الطرق الفعالة:
- حلقات التسنين الباردة: يمكن تبريد حلقات التسنين النظيفة (يجب ألا تكون مجمدة) وتقديمها للطفل ليعض عليها. البرودة تساعد على تخدير اللثة وتخفيف الألم. يمكن استخدام ملعقة باردة نظيفة أو لهاية مبردة كبديل.
- تدليك اللثة: يمكن تدليك لثة الطفل بلطف باستخدام إصبع نظيف أو قطعة قماش مبللة باردة أو شاش. الضغط الخفيف يساعد على تخفيف الألم.
- مسكنات الألم المخصصة للأطفال: في حالات الألم الشديد، يمكن إعطاء الطفل مسكنات الألم المخصصة للأطفال مثل الباراسيتامول (من عمر 3 أشهر) أو الإيبوبروفين (من عمر 6 أشهر) بعد استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة وفقًا لوزن وعمر الطفل. يجب تجنب استخدام جل التسنين الذي يحتوي على البنزوكايين لأنه قد يسبب مشاكل صحية خطيرة.
- الرضاعة الطبيعية أو الصناعية: قد تساعد الرضاعة على تهدئة الطفل وتشتيته عن الألم.
- تقديم الأطعمة الباردة والمهروسة: إذا بدأ الطفل في تناول الأطعمة الصلبة، يمكن تقديم فواكه مهروسة مبردة مثل الموز أو التفاح، أو زبادي بارد.
في الختام، تُعد مرحلة تسنين الطفل جزءًا طبيعيًا من نمو الرضيع، وعلى الرغم مما قد تسببه من إزعاج، إلا أن فهم علامات تسنين الطفل ومعرفة طرق علاج تسنين الأطفال المناسبة يمكن أن يساعد الأهل في التعامل مع هذه الفترة بفعالية وتقليل معاناة صغارهم حتى ينتهي التسنين عند الأطفال وتكتمل ابتسامتهم الأولى.