في ظل توقعات بارتفاع درجات الحرارة وزيادة استهلاك الكهرباء خلال فصل الصيف، أعلنت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة عن خطة شاملة لضمان استقرار الشبكة الكهربائية دون اللجوء إلى تخفيف الأحمال. تأتي هذه الخطوة بالتنسيق مع وزارات البترول والمالية، مع تخصيص 25 مليار جنيه شهريًا لتوفير الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء. ويُذكر أن صيف 2024 شهد تخفيفًا للأحمال دام لعدة أسابيع، ما زاد من الترقب الشعبي لمدى قدرة الحكومة على تجاوز تكرار الأزمة.
تنسيق حكومي لضمان استقرار الكهرباء
أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء، منصور عبدالغني، أن الحكومة عملت على مدار الأشهر الماضية على تنفيذ خطة متكاملة لتأمين احتياجات الكهرباء خلال فصل الصيف. شملت الخطة تنسيقًا مستمرًا بين وزارات الكهرباء والبترول والمالية، لضمان توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية بكفاءة عالية.
وأشار عبدالغني إلى أن الوزارة تدفع شهريًا نحو 25 مليار جنيه لوزارة البترول، لتأمين إمدادات الوقود اللازمة لتشغيل محطات الكهرباء، مما يعكس التزام الحكومة بتوفير الكهرباء دون انقطاع خلال فصل الصيف. كما أشار إلى أن هذا التنسيق أدى إلى تحسن كبير في كفاءة التوزيع وتقليل الأعطال الفنية المرتبطة بالأحمال الزائدة.
اقرأ ايضاً: رئيس بعثة حج الجمعيات الأهلية يتابع عمليات تفويج الحجاج من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة
تحسين كفاءة التشغيل وتوفير الوقود
أوضحت وزارة الكهرباء أن أحد أهم محاور العمل تمثل في خفض استهلاك الوقود، حيث تم تغيير نمط التشغيل على نحو اقتصادي، مع متابعة دقيقة لكفاءة وحدات التوليد بجانب أعمال الصيانة. أسفرت هذه الإجراءات عن خفض معدل الاستهلاك لكل كيلو وات / ساعة من 180 جرامًا إلى 169 جرامًا، مما ساهم في توفير 8.5 مليارات جنيه من خلال خفض حجم الاستهلاك.
كما تم تطوير أنظمة المراقبة والتحكم الآلي داخل المحطات، والتي تساعد على التنبؤ المبكر بأي اختلالات في كفاءة الأداء، مما يمنع حدوث أعطال مفاجئة تؤثر على الشبكة.
إدخال قدرات جديدة من الطاقة المتجددة
ضمن جهود الوزارة لتعزيز مصادر الطاقة، تم إدخال قدرات جديدة من الطاقات المتجددة، حيث تم إضافة 1000 ميجا وات من طاقة الرياح و700 ميجا وات من الطاقة الشمسية. تهدف هذه الخطوة إلى تعظيم العوائد من الطاقات الجديدة والمتجددة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يسهم في استقرار الشبكة الكهربائية خلال فترات الذروة.
ومن المنتظر إدخال 500 ميجا وات إضافية من الطاقة الشمسية في منتصف يونيو 2025 ضمن مشروعات محطة كوم أمبو وبنبان، ما يُعزز من فرص الدمج المستدام لمصادر الطاقة النظيفة في مزيج الكهرباء الوطني.
استعدادات لمواجهة ذروة الاستهلاك
أكدت الوزارة أن الحمل الأقصى على مدار بعض الأيام الماضية وصل إلى 35 ألف ميجاوات، موضحة أن ترشيد استخدام مجرد 1000 ميجا وات ينعكس بتوفير مبالغ مالية كبيرة. كما تم تشكيل مجموعات عمل هدفت إلى تحسين كفاءة الطاقة في المصانع، مما يعزز من قدرة الشبكة على تلبية الطلب المتزايد خلال فصل الصيف.
وفي إطار الاستعداد للطوارئ، أُعدت خطط بديلة تشمل تشغيل وحدات احتياطية وشراء طاقة فورية من بعض المحطات الخاصة، بجانب توقيع اتفاقيات مع بعض المصانع الكبرى لتقليل الأحمال الطوعية عند الحاجة.
خاتمة
تعكس هذه الجهود التزام الحكومة بتوفير الكهرباء للمواطنين دون اللجوء إلى تخفيف الأحمال خلال فصل الصيف. من خلال التنسيق بين الوزارات المعنية وتحسين كفاءة التشغيل وإدماج الطاقة المتجددة، تسعى الدولة إلى ضمان استقرار الشبكة الكهربائية وتلبية احتياجات المواطنين في جميع القطاعات. وإذا ما استمرت هذه الإجراءات بنفس الكفاءة، فقد يشهد صيف 2025 استقرارًا غير مسبوق في منظومة الكهرباء.
اقرأ ايضاً: توقعات سعر الذهب 2025 تثير الجدل.. هل تقود تصريحات بنك أمريكا لارتفاعات تاريخية؟
