الرئيسيةسياحة عالميةهجرة العرب إلى تركيا: التحدي اللغوي للاندماج المجتمعي

هجرة العرب إلى تركيا: التحدي اللغوي للاندماج المجتمعي

هجرة العرب إلى تركيا: التحدي اللغوي للاندماج المجتمعي

شكل تدفق اللاجئين السوريين إلى تركيا على مر السنين تحديات كبيرة لكل من اللاجئين والدول المضيفة. في حين لجأ العديد من السوريين إلى تركيا بسبب الصراع المستمر في وطنهم، لم يكن الاندماج في المجتمع التركي مهمة سهلة. أحد الجوانب الحاسمة للاندماج الناجح هو تعلم اللغة التركية من الصفر. يستكشف هذا المقال التحدي اللغوي الذي يواجهه اللاجئون السوريون في تركيا وتأثيره على الاندماج المجتمعي.

هجرة العرب إلى تركيا: التحدي اللغوي للاندماج المجتمعي

تطور الجنسية التركية للسوريين

 

عندما اقترح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأول مرة إمكانية منح الجنسية التركية للاجئين السوريين في يوليو 2016، أثار ذلك معارضة واسعة النطاق. وحتى داخل قاعدة دعمه، كان هناك خلاف كبير، حيث فضل العديد من الأتراك عودة اللاجئين إلى سوريا.

 تطور موقف أردوغان من هذه المسألة مع مرور الوقت. في البداية، اقترح منح الجنسية لجميع اللاجئين السوريين، ولكن بحلول كانون الثاني/يناير 2017، صقل هذا الموقف، واقترح أن تكون الجنسية مخصصة للاجئين المؤهلين تأهيلًا عاليًا ذوي المهارات القيمة لتنمية تركيا، مثل المهندسين والمحامين والأطباء.

في حين أن فكرة المواطنة الجماعية للسوريين لا تزال مثيرة للجدل، فإن واقع دمج اللاجئين السوريين في المجتمع التركي يتطلب نهجًا أكثر شمولًا. وقد يؤدي الفشل في القيام بذلك إلى تفاقم الانقسامات القائمة في المجتمع التركي، بما في ذلك الانقسامات الاقتصادية والدينية والعرقية.

المصطلحات الدقيقة: التكامل مقابل المواءمة

 

وبالنظر إلى الطبيعة المثيرة للجدل لقضية اللاجئين وتفضيل الجمهور لعودة السوريين إلى وطنهم، فإن مفهوم “الاندماج” هو مفهوم حساس في الخطاب العام. وبدلًا من ذلك، يميل المسؤولون الأتراك إلى استخدام مصطلح “المواءمة” عند الإشارة إلى التدابير الرامية إلى تعزيز التكامل. قليلون هم الذين يتوقون إلى الاعتراف بأن عودة اللاجئين على نطاق واسع أمر غير مرجح، مما يجعل الاندماج أو التطور المحتمل للطبقة الدنيا المهمشة بشكل دائم هي الخيارات الأكثر واقعية.

خطوات تركيا نحو الاندماج

 

وفي حين أن الحكومة التركية قد لا تعزز الاندماج صراحة، إلا أنها اتخذت خطوات في هذا الاتجاه. على سبيل المثال، تقوم بإلغاء مراكز التعليم المؤقتة، حيث يتم التدريس باللغة العربية، ودمج الطلاب السوريين في نظام المدارس العامة التركية. بالإضافة إلى ذلك، يجري تقليص حجم مخيمات اللاجئين، حيث يقيم أقل من 4 في المائة من اللاجئين السوريين في المخيمات.

علاوة على ذلك، أقرت دراسة أجراها أمين المظالم التركي في عام 2018 بأن عدد السكان السوريين في تركيا من المرجح أن يتجاوز 4-5 ملايين في غضون عقد من الزمان. وشدد التقرير على الحاجة إلى وضع سياسات تستند إلى توقع الدوام، مما يعكس قبولًا متزايدًا بأن العديد من السوريين موجودون في تركيا للبقاء.

تحدي اللغة: تعلم اللغة التركية

 

أحد أهم التحديات التي تواجه اللاجئين السوريين في تركيا هو تعلم اللغة التركية من الصفر. القدرة على التواصل باللغة التركية ضرورية للاندماج في المجتمع التركي. في حين أن اكتساب اللغة يمثل تحديًا، إلا أنه خطوة حاسمة في أن يحس الفرد بالاكتفاء الذاتي ويصبح عضوًا نشطًا في المجتمع.

أسباب تعلم اللغة التركية

لدى اللاجئين السوريين دوافع مختلفة لتعلم اللغة التركية:

  • متابعة التعليم العالي: 

ما يقرب من 40٪ من اللاجئين السوريين يتعلمون اللغة التركية للوصول إلى فرص التعليم العالي في تركيا.

  • الحياة اليومية والتفاعل الاجتماعي: 

حوالي ربع اللاجئين مدفوعين بالحاجة إلى التواصل باللغة التركية للأنشطة اليومية والتفاعلات الاجتماعية.

  • فرص العمل: 

ما يقرب من 14.5٪ من السوريين يتعلمون اللغة التركية لتعزيز فرص عملهم في تركيا.

  • المواطنة: 12.5

 يهدفون إلى أن يصبحوا مواطنين أتراك، الأمر الذي يتطلب إتقان اللغة.

  • التغلب على حواجز التواصل: 

يسعى 9٪ من اللاجئين إلى القضاء على مشاكل التواصل التي يواجهونها بسبب محدودية المعرفة باللغة التركية.

تصورات تركيا

 

ينظر معظم السوريين إلى تركيا بشكل إيجابي، ويربطونها بالطبيعة والحضارة والجمال والتعليم والتاريخ. ومع ذلك، يعبر البعض عن تصورات سلبية تتعلق بالتحديات والعنصرية والتمييز الذي واجهوه. وفي حين أن الكثير من السوريين يعبرون عن رضاهم عن العيش في تركيا، لا يزال حوالي بعضهم يطمح إلى الانتقال إلى بلدان أخرى للحصول على مستويات معيشية أفضل.

التوقعات المستقبلية

 

تختلف توقعات اللاجئين للمستقبل:

– أكثر من نصفهم يخططون لبدء العمل فور تخرجهم من الجامعة لإعالة أسرهم ماليًا.

– تعتزم نسبة أقل (12.6٪) مواصلة التعليم، في المقام الأول من خلال متابعة درجة الماجستير.

– يأمل البعض في المساهمة في تركيا بطرق مختلفة، والشعور بالامتنان للدعم الذي تلقوه.

– تشمل التوقعات الواسعة السعي إلى الاستقرار والسلام والأمن، إلى جانب المواطنة المحتملة.

 

إذا تحسنت الظروف في سوريا، فإن حوالي 33.3٪ من اللاجئين سيفكرون في العودة، مدفوعين بشعور من التقارب مع الوطن.

أهمية تعلم اللغات

تعلم اللغات له أهمية كبيرة في حياة الإنسان من مختلف النواحي. إليك بعض النقاط التي تبرز أهمية تعلم اللغات:

 

  • الاتصال والتواصل: 

تعلم لغات جديدة يمكن أن يسهم بشكل كبير في توسيع دائرة تواصلك. إذا كنت تستطيع التحدث بلغات متعددة، ستكون قادرًا على التفاهم مع مجموعة متنوعة من الأشخاص من خلفيات مختلفة وثقافات متنوعة.

 

  • التوظيف والفرص الوظيفية: 

اللغات هي مهارة قيمة في سوق العمل. قد تفتح لك اللغات الأبواب للوظائف والفرص المهنية التي قد لا تكون متاحة إذا لم تتحدث لغات إضافية. يمكن أن تزيد من فرصك في العمل وزيادة دخلك.

 

  • التعليم والدراسة: 

تعلم اللغات يساهم في تحسين قدرات الطلاب في الدراسة والبحث. يمكن للطلاب استخدام اللغات الأجنبية للوصول إلى مصادر معرفية إضافية والتفاعل مع الباحثين والمؤلفين من جميع أنحاء العالم.

 

  • الثقافة والتفاهم الثقافي: 

تعلم اللغات يساعد في فهم الثقافات الأخرى بشكل أفضل. يمكن أن تقربك من الناس من خلفيات ثقافية مختلفة وتزيد من تفاهمك للعالم من حولك.

 

  • السفر والاستكشاف: 

إذا كنت تتحدث لغات متعددة، ستتمكن من السفر واستكشاف العالم بسهولة أكبر. ستكون قادرًا على التفاعل مع السكان المحليين وفهم الثقافة والتاريخ المحلي.

 

  • التطوع والمشاركة الاجتماعية: 

يمكنك استخدام مهاراتك في اللغات للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والعمل التطوعي في مجتمعك المحلي وعلى الصعيدين الوطني والدولي.

 

  • التنمية الشخصية: 

تعلم اللغات يعزز التفكير النقدي والإبداع والتحليل والتعلم الدائم. إنها تمنحك فرصة لتوسيع معرفتك وتطوير نفسك بشكل شامل.

 

  • الاستفادة من الموارد العالمية: 

يمكنك الوصول إلى مصادر ومواد تعليمية ومعرفة من جميع أنحاء العالم عندما تتقن اللغات الأجنبية. هذا يفتح أمامك الفرص لاستفادة من معرفة وخبرة متعددة.

الخاتمة

 

يشكل اندماج اللاجئين السوريين في المجتمع التركي تحديات متعددة الأوجه، حيث يبرز تعلم اللغة التركية كعقبة كبيرة. وفي حين أن المسؤولين الأتراك قد يكونون حذرين بشأن تأييد الاندماج علنًا، فقد تم اتخاذ خطوات لتسهيل العملية.

وبينما يتعلم السوريون اللغة التركية ويتعاملون مع الحياة في تركيا، تتطور تصوراتهم عن البلاد، حيث يقدر الكثيرون كرم الضيافة التركية على الرغم من التحديات التي يواجهونها. تختلف التوقعات المستقبلية للاجئين، مع التركيز على بناء مهن مستقرة، وإعالة أسرهم، والتوق إلى السلام بعد المصاعب التي تحملوها.

في نهاية المطاف، يعتمد الاندماج الناجح للاجئين السوريين في تركيا على جهد منسق يشمل اكتساب اللغة والفرص الاقتصادية والدعم الاجتماعي، مما يسمح للاجئين بالمساهمة بشكل إيجابي في مجتمع وثقافة البلد المضيف. 

إن تعلم اللغات يعزز الفرص الشخصية والمهنية ويثري حياة الإنسان من خلال توسيع آفاقه وتعزيز تفاهمه وتواصله مع العالم من حوله، وبالتالي فإنها ضرورية جدًا للاندماج مع المجتمعات الأجنبية والتفاعل معها.

 

error: Content is protected !!