لطالما كان الذهب يتصدر المشهد الاقتصادي عالميًا، ويتأثر بعدة عوامل مثله كغيره من السلع التي تطرح في الأسوق، وللذهب علاقة وثيقة بالدولار الأمريكي، حيث يتأثر سعر الذهب في أمريكا بسعر الفائدة مع غيره من العوامل الأخرى التي سنتعرض لها في هذا المقال.
المحتويات
قاعدة الذهب: أول علاقة بين الدولار والذهب
حتى عام 1971 كان يتحكم الذهب في أسعار العملات، حيث كان لكل نقد ورقي ما يقابله من احتياط من الذهب، وعلى هذا كان يتقرر قيمة العملات وأسعار الذهب، حتى قررت الولايات المتحدة الأمريكية التوقف عن اتباع هذه القاعدة في عقد نيكسون حين قرر تعويم الدولار الأمريكي، ويكون التعاملات النقدية مستندة إلى سعر الدولار، وأصبحت البنوك لا تعتمد على الذهب بنفس القدر سابقًا، وأصبح الاهتمام نحو الدولار الأمريكي، واتجهت البنوك المركزية في الكثير من الدول باعتبار الدولار من احتياطات البنك، حتى أن الدولارات في بنوك العالم أكثر مما في أمريكا ذاتها.
العوامل التي يتأثر بها سعر الذهب في أمريكا
يعتبر العالم في العديد من الدول أن الدولار هو الملاذ الآمن في وقت الأزمات، في حين يعتبر الأمريكون أن الذهب هو ملجأهم الوحيد وقت الأزمات والخوف من انخفاض قيمة الدولار، وفيما يلي أهم العوامل التي تؤثر على أسعار الذهب في أمريكا:
العرض والطلب
يتحكم مبدأ العرض والطلب في الكثير من الأسواق، فالإقبال على أي سلعة يؤدي إلى ارتفاع سعرها، خاصةً إذا كان المعروض أقل من المعتاد، والعكس صحيح فتعامل الجمهور بفتور مع البضائع يخفض من سعرها، وهكذا الحال أيضًا في أسعار الذهب.
معدلات التضخم
تزايد معدلات التضخم تجعل الناس تذهب لشراء الذهب لكونه أصل آمن، وبهذه الطريقة يحتفظون بقيمة أموالهم بدلًا من تراجع قيمة العملة وتكون بمثابة خسارة كبيرة وضياع لأموالهم.
الإنتاج العالمي للذهب
خلال الزمن يقل مخزون الذهب السهل الوصول إليه، وتزداد صعوبة عملية استخراج الذهب من المناجف؛ بسبب حفرهم لمستويات أعمق للحصول على الذهب أو البحث عن مناجم أخرى، ولهذا ترتفع تكلفة استخراج الذهب مما يؤثر على أسعاره في الأسواق.
علاقة الدولار بالذهب
على الرغم من ارتباط الدولار بالذهب على مر التاريخ الحديث إلا أنها علاقة عسكية، فحين ينخفض سعر الدولار يرتفع سعر الذهب؛ وهذا بسبب إقبال الناس على شرائه كأحد أدوات الحفاظ على الأموال.
سعر الفائدة الأمريكية
أسعار الفائدة التي تقرها البنوك المركزية تؤثر بشكل كبير في أسعار الذهب، وحين ارتفعت الفائدة الأمريكية انخفض سعر الذهب بسبب إقبال الناس على شراء شهادات البنكية، ولكن زاد سعره بعد فترة حين شعر المواطنين بالخطر من التضخم، والعكس صحيح حين تنخفض سعر الفائدة يبدو الذهب كاستثمار جيد، ويزيد أسعاره في السوق.
التوترات السياسية
حين تحتدم الصراعات بين الدول، وفي وجود مؤشرات على وجود خلافات واضحة وقرارات سياسية كبرى، وتوقع نشوب حروب، يتجه الناس إلى الذهب خوفًا من انهيار العملة بسبب تأثير الأحداث السياسية على الاقتصاد، مما يزيد الطلب على الذهب بصورة كبيرة.
علاقة الدولار الأمريكي بالذهب علاقة طويلة ومن الصعب الفصل بينهما، وتوقعات تحديد أسعار الذهب مرتبطة بكثير من العوامل التي تؤثر في سعره، خاصةً وأن العالم به الكثير من القرارات والتغيرات بسبب حرب إسرائيل على قطاع غزة ودعم أمريكا لإسرائيل، فإذا حدثت أي تغييرات تؤثر على قيمة الدولار فمن شأنه أن يؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب.