في مجتمع قويم لم يكن لينتشر شخص مثل محمد رمضان بهذا القدر، ولا كانت ستزداد نجوميته بهذه الصورة الغريبة والمرعبة في آن واحد!
غريبة لأن موهبته أقل بكثير من أن تمنحه كل هذا الانتشار.
ومرعبة لأن نجوم المجتمع الذين يجلهم الناس يعبرون بالضرورة عن توجهاته وانتماءاته.
المحتويات
محمد رمضان ضحية ادعاء الفضيلة
إذا كان الحديث سيأخذنا عن طبيعة النجوم الذين تجلهم المجتمعات فعلينا أن نوضح أن المراد هنا ليس النظرة السطحية التي يروجها الكثيرون.
فإما أن يكون النجوم هم العلماء والأدباء وأصحاب القامات الفكرية وإما يتهم المجتمع في وعيه ويتم التشكيك في ثقافته ونضجه إذا ما جنح لتقدير الفنانين وإعلاء شأنهم.
الحقيقة أن الفنان في أي مجتمع هو الأكثر شهرة وشعبية وهو يحقق الانتشار بين جميع الأوساط والفئات العمرية أكثر من العالم والأديب، ولا ينقص هذا من المجتمع في شيء.
بل على العكس، المجتمع الذي لا يقدر الفن ويبجله هو مجتمع فاسد وفي طريقه لفقد روحه إن لم يكن فقدها بالفعل.
إذن لماذا كل هذا الهجوم على محمد رمضان إذا كان الفن ضرورة للمجتمعات وقوتها الناعمة كما يشاع؟!
الإجابة على هذا السؤال تستوجب التفنيد والبحث على أكثر من جانب.
فمنذ أيام صدر فيلم ولاد رزق 2 بطولة أحمد عز وخرج علينا كثيرون من جمهور محمد رمضان ليتساءلوا عن الفرق بين ولاد رزق بجزئيه الأول والثاني، وأفلام محمد رمضان التي تتسم بالبلطجة ويهاجمها الكثيرين.
السؤال بسيط ويحمل قدر كبير من الوجاهة في الحقيقة..
إذا كان الناس يحبون أفلام البلطجة فلماذا كل هذا الهجوم على محمد رمضان؟!
ببساطة ولاد رزق وفقًا لآليات صناعة السينما هو فيلم محترم،
والسينما ليست رسالة خطابية تعني بالأخلاق والفضيلة في شكلهما السطحي المجرد.. السينما فن، والفنان بطبيعة الحال يرتكب خطيئة الكذب حتى يصل للفضيلة،
والفرق كبير بين الفضيلة وادعاء الفضيلة، فدعاة الفضيلة موجودون في كل مجتمع وقد تندهش عزيزي الإنسان إذا أخبرتك أن هناك أفراد في الولايات المتحدة يتهمون العبقري كوينتن تارانتينو بأنه يحرض على العنف ويفسد الذوق العام!
دعاة الفضيلة يريدون سينما خطابية موجهة ببطل ذو أخلاق طفولة ساذجة..
يغسل أسنانه قبل النوم ويشرب الحليب.
ما هي مشكلة رمضان الحقيقة؟
الذين يعرفون أن مشكلة محمد رمضان الحقيقة أنه لا يقدم سينما بأي معايير فنية متزنة.
هؤلاء الذين يفهمون ماهية السينما ومتطلبات الصنعة لا يرفعون صوتهم مطالبين دعاة الفضيلة بالسكوت كما يحدث مع تارنتينو مثلًا.
فالجنازة هنا حارة والميت كلب كما يقولون.. السؤال الذي يطرح نفسه في حالات مثل هذه:
ما الذي يجعلنا ندافع عن شخص لا يقدم فن من الأساس؟!
فأفلام محمد رمضان لا ترى بها قصة محكمة ولا تمثيل مغاير ولا إخراج ذكي ولا موسيقى استثنائية.
مجرد لا شيء يباع يعلب ويوجه لقاع المجتمع فتقدم لهم بطلهم البلطجي..
يقول أي كلام على وزن أي كلام ويضرب كوم كومبارسات واتعشت!
محمد رمضان شبع من بعد جوع
كثيرون يقولون أن رمضان شبع من بعد جوع، وهي جملة منتشرة للغاية..
فتراه يدخل الحفلات عاري الصدر، أو بقميص شفاف..
يغني لنفسه بكلام كله تفاخر وكنا قد ظننا أن فن التفاخر قد انتهت شعبيته مع تجاوزنا للشعر الجاهلي وأيامه.
ما الذي جعل محمد رمضان يغني من البداية أصلًا وهو يحقق تواجده بكونه ممثل نمبر وان كما يحب أن يقول عن نفسه؟!
لا أحد يستطيع أن يجيب على هذا السؤال غير محمد رمضان نفسه، الأكيد أنه ليس ظاهرة،
والأكيد أيضًا أنه انعكاس سيء للنموذج القادر على أن يفرض نفسه في المجتمع ليس بصفته فنان،
ولكن بصفته شخص ناقص ومشوه نفسيًا وصاحب منتج قبيح وفاسد.
جزء من كل!
في النهاية يؤسفني القول أن محمد رمضان ليس نموذج فردي،
فهو جزء من منظومة العفن التي سيطرت على كل شيء، فالقبح أصبح لغة العصر..
المسرح الأشهر هو مسرح مصر، والأديب الأشهر هو أحمد مراد..
أما اليوتيوبرز الأشهر فهما أحمد حسن وزينب ويعوض علينا ربنا يا حضرات.